دوائر التفاعل
تفاعلات البشر مع بعضهم محكومة بضوابط إما داخلية أو خارجية أو كلاهما بدوائر متعددة تبدأ مع الأقرب من المعارف وتنتهي مع الغرباء.
فمثلًا عندما يتفاعل أحدنا مع شخص ما فإن هذا الشخص قد يكون من الدائرة الأولى، الأهل والأقارب فإن كان ممن ينسجم معه فإنه يتفاعل معه بسرعة وإلا فإنه يضع حدودًا لهذا التفاعل وكلما اتسعت الدائرة قلت الحدود وزاد التفاعل وخصوصًا إذا كان من الجنس الآخر (بشكل عام وليس قاعدة).
يو حسبتك هندي
كان يعمل في أحد مقار العمل وبحسب وظيفته كان يرتدي اللباس الرسمي من قميص وبنطلون وأيضًا البالطو الطبي، ولأن عمله في خدمة الناس كان كثيرًا ما يرد عليه أناس متعددون من جميع الأشكال وفي ذلك اليوم كان واقفًا في المكتب وإذا بإحداهن جاءت وكانت متسترة ولا يسمع لها صوت وبعد الانتهاء من الخدمة مع إحدى الأخوات جاءت له وكشفت عن وجهها ثم تكلمت معه بلهجة مكسرة مثلما يتكلم مع الأجانب عادة، فرد عليها بماذا أخدمك؟ فاضطربت وأرخت الساتر وقالت: (يو حسبتك هندي).
ما دريت أنك تفهمني!
لسانه متبرئ منه بطبيعته ولكنه يتجاوز حدوده مع اتساع دائرة التفاعل وخصوصًا من يرى أنهم لا يفهمون لغته فيكيل إليهم السباب والشتم والكلام البذيء، وكان في زيارة لأحد المستشفيات وعند الاستقبال في أحد الأقسام كان هنالك مجموعة من الموظفين ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والبشرة البيضاء جميعهم رجالًا ونساء، فتقدم إليهم وقام برمي ما في جعبته من كلام غير لائق بعد السلام تظاهرًا، ولأن أحدهم كان عربي الأصل فرد عليه بـ(عليكم السلام ورحمة الله وبركاته) مما فاجأه وجعله يتلعثم ويقول: (ما دريت إنك تفهمني).
ضربة جمع (قبضة يد)
هو متعود على المزاح مع أرحامه الذين يبادلونه المزاح باللسان أحيانًا وبالأيدي أحيانًا أخرى، ولا يمنعه شيء من ذلك حتى مع الدوائر الضيقة لأنهم متفاعلون مع بعضهم بشكل كبير، وفي أحد الأيام وبينما هو يزور بيت أحد أرحامه، كانت هناك أمرأه جالسة وتراءى له أنها فلانة رحمه التي دائمًا ما تتحين الفرص عليه، وكانت فرصة له في رد الصاع صاعين، فقام مستجمعًا قوته في قبضة يده بضربها على ظهرها، وعندما صرخت من الألم، علم أنها زائرة غريبة فأوقفه ذهول الموقف عن الحركة والكلام سوى الاعتذار بشكل مرتبك.
فهل مررتم بتجارب مثل هذه؟ وهل ينطبق عليكم هذا؟