كان يا مكان
كانت تلك الأيام لا تحوي الكثير من المشاغل، تنام العائلة في الساعة الأولى أو الثانية بعد الغروب وصلاة العشاءين وتناول العشاء، ثم تستيقظ فجرًا للصلاة وتبدأ برنامج اليوم بحسب الفصل شتاء أو صيفًا أو ربيعًا أو خريفًا، وذلك بالعمل إما في المزرعة أو الدكان أو غيره أو العمل بالبيت، فالكل في الإنتاج مجتمعون ولا يوقفه سوى فترات الصلاة والأكل والقيلولة أحيانًا، يستهلك كل الجهد وينتج كل الخير، ثم تبدلت البرمجة إلى الكل في الاستهلاك مجتمعين.
معجزة الصابون
هو الصابون المعجزة الذي كان يستخدم لغسيل الأواني والصحون والملابس والسباحة وغسيل كل شيء وكانت العلبة المتوسطة تكفي لمدة طويلة فهو كلٌ في واحد، ثم جاءت البرمجة أن لكل شيء ما يخصه، فالشعر له شامبو (العادي، الجاف، الزيتي، ..) والجسم له صابون (المعطر، بالكريم، ضد الحساسية، ..) والأيادي لها صابونها، والملابس لها صابونها (الأبيض، الملون، ..) والعباية لها صابونها، والأواني لها والمطبخ له والأطفال لهم (حديثو الولادة، الرضع، ..)، الكبار لهم، وصارت العبوة لا تكفي أيامًا معدودات، فانظر لإعجاز صابون (تايد).
حذاء الطنبوري
عندما تزور أي منزل يستقبلك الصفوف والأعمدة من الأحذية المشكّلة والملوّنة، الكبار والصغار، للرياضة والعمل، للاستخدام الرسمي وللمناسبات، ولا يكفي بل كل مناسبة جديدة تحتاج أحذية جديدة حتى لو لم تستعمل القديمة إلا مرة أو مرتين على الأكثر، وهنا نقول (الله يذكرك بالخير) يا طنبوري، فقد كان حذاؤك (كلٌ في واحد)، فقد مللت منه ولم يمل منك حتى صار في رجلك كالهباء المنثور، لا هذا ولا هذا، ما رأيكم؟
قلم الفضاء
صعد الإنسان للفضاء بحثًا عن المجد العلمي واستكشاف المجهول، وفي أوائل الرحلات ظهرت مشكلة عدم تمكن رواد الفضاء من الكتابة بالأفلام التي لديهم، وعند نزولهم إلى الأرض، طلب الرواد الأمريكان من الباحثين العلميين إنتاج قلم يكتب في الفضاء ورصدوا مليون دولار ميزانية لذلك، وبعد عدة أشهر من البحث والتجارب أنتجوا ذاكَ القلم وكانوا فرحين جدًا به، وفي الطرف الآخر كان الروس قد سبقوهم بالكتابة بالقلم الذي يكتب في الأرض، (قائمًا، منسدحًا، بأي زاوية، كلٌ في واحد) وبسعر زهيد جدًا، إنه قلم الرصاص الذي يكتب في الفضاء.