تمكن قسم العيون في مستشفى القطيف المركزي من تغيير مجرى حياة 120 مريضًا بعد خضوعهم لعمليات مياه بيضاء ناجحة، ساعدتهم في العودة إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وعبرت إدارة المستشفى عن اعتزازها وفخرها بهذا الإنجاز، الذي أعاد للمرضى الأمل من جديد، وحول بعضهم من عاطل عن العمل لموظف يمارس عمله بشكل طبيعي، ومن شخص يُقاد، ويُطعم، لشخص يعتمد على نفسه.
ووقفت إدارة المستشفى، وقفة وفاء لم تنسَ فيها، مبادرة شركاء الأمل والنجاح، ممن أسهموا وساعدوا في نجاح هذه المهمة وتأسيس قسم الماء الأبيض، بشبكة القطيف الصحية.
تجارب تكللت بالنجاح
وعن تجربة المرضى في القسم، ذكرت “حكيمة أحمد الشايب” وهي إحدى المستفيدات من أهالي الأحساء، أنها أجرت العملية لإحدى عينيها بعد انتظار 4 سنوات، وانتهت معاناتها على يد الدكتور طه آل سنبل الشهر الماضي، وتكللت العملية بالنجاح، وتنتظر تحديد موعد التدخل الجراحي للعين الأخرى بعد التعافي بناء على خطة الدكتور العلاجية.
وعبر أبناؤها عن امتنانهم لإدارة المستشفى وللدكتور “آل سنبل” لحرصه واهتمامه البالغ ومتابعته لوالدتهم، وكذلك الكادر الطبي الذي يعمل معه؛ لتعاونهم وعملهم الجاد.
المستفيدون
وتحدث اختصاصي جراحة الشبكية، الدكتور طه آل سنبل، الحاصل على فيلوشب جراحة الشبكية من مستشفى دريسدن الأكاديمي بألمانيا، وخريج البورد الألماني من المدينة الجامعية بهانوفر، عن جانب من آلية اختيار المرضى الذين خضعوا للعمليات، ابتداء من وقت الانتظار وصولًا لخضوعهم لعملية المياه البيضاء.
وأوضح “آل سنبل” أن الموضوع من شخص لآخر حسب الأولوية، فالأعمى بالعينين له أولوية ولو كان ينتظر منذ أسابيع، ثم الذي يبصر بعين واحدة ثم المريض الذي قلت رؤيته ولم تنعدم بالكامل، مبينًا أن القسم يعمل حاليًا بجهد لعلاج قائمة انتظار السنوات الماضية ويسعى لهدف إنهائها هذا العام بإذن الله.
وتطرق “آل سنبل”، في حديثه إلى بداية انضمامه لقسم العيون بالقطيف المركزي منذ فبراير 2022، والبدء في إجرائه حقن العين لعلاج ترشح السوائل، حتى تأسيس وحدة علاج الماء الأبيض بتقنية الفيكو، وهي تقنية حديثة متبعة عالميًا لعلاج المرضى دون الحاجة لجراحة كبيرة أو شق كبير بالقرنية.
ويعمل “آل سنبل” الذي يعد الوحيد حاليًا في إجراء هذه العملية بالتقنية الحديثة، على البحث عن المزيد من الأطباء الممارسين لهذه التقنية لمساعدته، بخلاف العمل بالتقنية التقليدية التي يعمل بها أحد زملائه وتحقق نتائج ممتازة أيضًا.
وأشار إلى أن هذا المرض تظهر آثاره من خلال نقص النظر التدريجي، وضبابية الرؤية وزيادة الحساسية للضوء، مؤكدًا أن نسبة المضاعفات قليلة جدًا وهي النسبة العالمية.
أما عن تكلفة تقنية الفيكو، فقد أشاد “آل سنبل” بجهود الوزارة في تقديم العلاج بشكل مجاني وبأعلى مقاييس الجودة العالمية، حيث تتراوح تكلفتها بالقطاع الصحي الخاص بين 6 آلاف و25 ألف ريال، ويعتمد ذلك على نوع العدسات المزروعة وتسعيرة المركز، بالإضافة إلى استخدام أعلى مستلزمات الجودة ومن ضمنها العدسات أحادية البؤرة.
وذكر “آل سنبل”، أنه من ضمن المستفيدين مرضى من الأحساء والخفجي ومن النعيرية والهند، لافتًا إلى الإجراء المتبع للوصول للعيادة حيث يذهب المراجع للمركز الصحي، ثم يتم التحويل للقطيف المركزي ويتم الفحص المبدئي والفرز ثم التجهيز للعملية لمن يحتاجها، فليس كل ماء أبيض يحتاج عملية.
شراكة مجتمعية
وأشاد الدكتور طه، بجهود رجل الأعمال جمال العلي، وإسهاماته المجتمعية السخية لعلاج 120 مريضًا، مضيفًا أن بعض المرضى المستفيدين من الرجال والنساء فقدوا الرؤية بالعينين منذ سنوات، إحداهن منذ 15 سنة وتكللت العمليات بالنجاح ولله الحمد، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم أهل العطاء.
وكشف “آل سنبل” أن القسم الآن بصدد البدء في مبادرة الشيخ العبيدان لعلاج 50 مريضًا مصاب بالماء الأبيض، والذي أسهم في مبادرة إعادة تأسيس غرفة طوارئ العيون بالكامل خلال 2022م، والفترة القادمة سوف يسمع الجميع أخبارًا سارة عن قسم العيون وتجديده على يد أحد رجال الأعمال بالمنطقة، مرحبًا بفكرة المبادرة المجتمعية لخدمة المجتمع.
وفي سياق متصل، أعرب رجل الأعمال جمال العلي، صاحب المبادرة، عن تطلعه إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية بالمنطقة التي يوليها اهتمامًا بالغًا في مساعيه لخدمة الوطن، ودعم القطاع الصحي الذي يرى أنه واجب إنساني، مشيدًا بدور متابعة مدير المستشفى الدكتور رياض الموسى، في ظل تعاونه وتواصله مع رجال الأعمال بالمنطقة.
وأشار إلى أن بداية المبادرة كانت بتمويل استحداث قسم العيون بالمستشفى، ثم بحمد الله وتوفيقه إنشاء قسم متكامل رائد يغطي شريحة كبيرة من المرضى.
واختتم “العلي” حديثه، متوجهًا بالشكر للدكتور “آل سنبل”، الذي يعده من الكفاءات الجديرة والجبارة بالمنطقة، ومؤسس ومدير قسم العيون، كما اختص بالشكر إدارة شبكة القطيف الصحية وعلى رأسها الدكتور رياض الموسى على تعاونه وتقديمه المشورة والتسهيلات اللازمة لإيصال الخدمات لأكبر عدد من المراجعين.