رغبت يوم أمس في شراء حاجة من أحد المتاجر لكن لم أجدها فقلت الحمد لله كفانا الله المؤنة. في المكان رأيت أشياء غالية الثمن لكنها ليست من ضروريات الحياة، إنما ما نسميه اليوم “إكسسوارات” أو أشياء زائدة عن الحاجة، قطع من الأدوات التزيينيّة تستخدم في تزيين الملابس والأجهزة لكي تبدو أنيقة “Accessories”. أشياء جميلة جدًا، سواء اشتريت أم لم تشتر، تحتاج إلى مدة طويلة في تقليبها والنظر إليها!
في الزمن الذي يجب أن يكون فيه للمال معنى، نحن نصرف الكثير منه في “إكسسوارات”، والقراء الكرام لو بحثوا حولهم سوف يجدون كثيرًا من الكماليات غير ذات قيمة معنوية. شهوة اقتناء الأشياء الغالية، للنساء وللرجال نصيب منها وإن اختلفت الأدوات. والمهم ألا تكون هذه المشتريات على حساب الضروريات لكي لا تكون أموالًا ضائعة، ولكي لا تكون هدرًا يجب أن تكون البضاعة المرتفعة الثمن ذات قيمة وتدوم مدة أطول من البضاعة الرخيصة الثمن.
كم حقيبة يدوية بعض الحقائب – النسائية – تساوي مئات؟ كم هاتف منقول يمكن أن تشتريه بثمن بعض أنواع الهواتف المحمولة؟ اثنان أو ثلاثة! بل كم من حقيبة أو هاتف نستبدل عن رغبة وليس عن حاجة؟ حتى إن بعض الشركات المصنعة للهواتف المحمولة أصبحت قيمتها تساوي تريليونات الدولارات! جاء في المثل الشعبي: الشيء الغالي قيمته فيه، لأن في بدايات ظهور الأجهزة وغيرها كلما ارتفع السعر ارتفعت الجودة، لكن أظن أن ذلك الاعتقاد لم يعد صحيحًا، إنما المظهر والخفة والاسم والماركة وغير ذلك ما يجعل ثمن بعض الإكسسوارات مرتفعًا!
في علم الاقتصاد الحديث، هناك مصطلح يسمى التقادم الملحوظ أو perceived obsolescence وهو شعور المستهلك أن المنتج لم يعد مفيدًا أو لم يعد يحمل قيمة، لذلك يشتري الطراز الأحدث أو يقوم بترقية هذا المنتج. ويمكن أن يحدث التقادم الملحوظ عندما تغير الشركة جماليات المنتج فقط، ما يجعل العملاء يعتقدون أن المنتج جديد، على الرغم من عدم وجود تغييرات وظيفية كبيرة، أفضل من المنتج القديم والأمثلة على ذلك كثيرة في الهواتف الذكية والسيارات والموضة.
الرسالة هي: إن الله جميل يحب الجمال، من يستطيع أن يشتري ويتجمل فحبذا! إنما خلق الله النعم والأشياء الجميلة لعباده إذا كانت من المال الحلال المستطاع وألا يكون من الفخفخة والإسراف والتبذير والبذخ في الكمّ والكيف {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.