كبرنا يا ولدي!

بعض المفاهيم ليس لها أساس ولا وجود ولكن تربينا عليها وأصبحنا نقولها ونسمعها من الغير أيضاً، سواء كنا نعمل بها أو لا نعمل بها نعتقد بصحتها أو لا نعتقد بصحتها. نعرج عليها ونفصل وندخل في تيارها لنسبح في عمق مفهومها وأثرها النفسي على حيوية وروح الإنسان.

هل هناك قانون أو دراسة أو استبيان يؤكد أن العنصر البشري عندما يصبح عمره 50 سنة أنه كبر ولا يستطيع أن يمارس بعض الأمور الحياتية ولا يستمتع بأجزاء وقته وجسده في الأمور الترفيهية بمختلف زواياها كالألعاب والتسوق والحداق و..، و..، و..، أم أنها كلمات شائعة ليس لها أي وجود في قاموس الواقعية والثقافات المجتمعية؟

لماذا نرى في بعض المجتمعات الأوروبية والغربية أن الإنسان لآخر رمق حياته يستمتع بها وكأنه شاب أو طفل ولا توجد لديه أي معوقات سوى الجانب الصحي فقط وهنا إنني أستثني هذا الجانب.

بعض الكلمات تلفظها باستمرار مثل: “كبرت يا ولدي”، و”ما فيي قوة”، و”شِبت يا ولدي”، و”راحت علينا”. وغيرها ضمن نطاق مفهومها ومعانيها وخصوصاً أنك تمتلك الصحة والمال والبنون وعمرك لا يتجاوز الـ55 سنة أرى أنك تقتل نفسك بنفسك وهذه الكلمات لو تلفظت بها باستمرار لأدخلتها إلى عقلك اللاواعي وأصبحت لها تأثير على نمط حياتك وعشت في زاوية مغلقة تستقبل الأمراض النفسية وأيضاً الجسدية.

لذلك طالما أنك تستمتع بالجانب الصحي ولديك المال فمتّع نفسك بهذه النعم التي أنعم الله عليك بها وفقاً للدستور السماوي ولا تحجم نفسك وتعيش في أوهام خالية من الصحة والحقيقة.

الإنسان لديه قوة وطاقة كبيرة متى ما اعتقدت بها ستستفيذ منها. نسأل الله أن يطيل في أعماركم ويمتعكم بالصحة والعافية ويرزقكم خير الدنيا والآخرة.



error: المحتوي محمي