لَمْ تَدُمْ فِيْهَا صُرُوْحٌ مِنْ بَقَاءٍ
بَانَ عَنْهَا مَاحَوَتْهُ فِيْ حِطَامِ
ضَاعَ فِيْ عُمْقِ الزَّمَانِ كُلُّ قَالٍ
مَا غَنَاهُ مِنْ وِقَاءٍ عَنْ حِمَامِ
نَالَ فِيْهَا كُلُّ لَاهٍ لَمْ يُبَالِ
مَا نَهَاهُ صَارَ فِيْهَا فِيْ خِصَامِ
مَا نَجَانَا عَنْ ظَلَالٍ فِيْ طَرِيْقٍ
غَيْرُ عُشْقِ مَنْ رَوَانَا مِنْ فِطَامِ
رَاحَ يَسْقِيْنَا بِعَذْبٍ مِنْ رَحِيْقٍ
فَازَ فِيْهَا مَنْ وَفَاهَا فِيْ إِمَامِ
يَا عَلِيٌّ دُمْ بَقَاءً فِيْ شُمُوْخٍ
طَالَ مِنْهُ مَنْ هَوَاهُ مِنْ شِمَامِ
شَادَ فِيْهَا عَادَ مِنْهَا فِيْ عَلَاءٍ
لَنْ يَضِيْعَ مَا جَنَاهُ مِنْ زِمَامِ
قَدْ نَمَاهُ وَاقِعٌ قَدْ جَاءَ فِيْهِ
مَا حَمَاهُ مَا تَرَاءَ فِيْ جِسَامِ
فَاضَ فِيْهَا مَا سَقَاهُ قَدْ غَنَاهُ
زَانَ مِنْهُ مَا لَقَاهُ مِنْ كَلَامِ
بَانَ فيْمَا ضَاعَ عَنْهُمْ فِيْ طَرِيْقٍ
مَا بَنُوْهُ نَالَ مِنْهُمْ عَنْ صِرَامِ
يَا قِيَامٌ لَنْ يَطُوْلَ مَا ثَنَاهُ
غَيْرُ حَامٍ قَدْ جَلَاهُ فِيْ حُسَامِ
كَمْ تَعَالَتْ مَا كَفَاهُ مِنْ هُمُوْمٍ
نَاءَ مِنْهَا قَدْ بَدَاهَا فِيْ سِقَامِ
لَيْسَ يَغْدُوْ مَا يَحَارُ فِيْ بَلَاهَا
زَادَ عَنْهَا فَيْضُ وَافٍ مِنْ سِهَامِ
كَيْفَ يَبْقَىْ فِيْ ثَبَاتٍ مِنْ صُمُوْدٍ
أَيْنَ كَانَ مَا وَرَاهُ مِنْ قِسَامِ
إِنْ فَدَتْهُ مِنْ نُفُوْسٍ مِنْ دِمَاءٍ
شَعَّ مِنْهَا مَا جَنَتْهُ فِيْ خِتَامِ
الْهَوَامِشُ:
1- نُظِمَتْ أبْيَاتُ هَذِهِ الْقَصِيْدَةِ عَلَىْ بَحْرِ الرَّمَلِ التَّامِ ،وَقَدْ جَاءَتْ عَرُوْضَهَا وَ ضُرُوْبَهَا صَحِيْحَةً ، كَمَا تَخَلَّلَ حَشُوْ الْأَبْيَاتِ زِحَافُ الْكَفِّ الْمُفْرَدُ ؛وَهُوَ حَدْفُ السَّابِعِ السَّاكِنِ مِنْ تَفْعِيْلَةِ ” فَاعِلَاتُنْ “.
2- مُفْتَاحُ الْبَحْرِ هُوَ:
رَمَلُ الأَبْحُرِ تَرْوِيْهِ الثِّقَاتُ
••• فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُ
3- قَافِيَةُ الْقَصِيْدَةِ: فِيْ الْلُغَةِ تَعْنِيْ مُؤَخَرُ الْعُنْقِ، وَفِيْ اصْطِلَاحِ الْعَرُوْضِيْيِنَ هِيَ آخِرُ الْبَيْتِ الشَّعْرِيْ، كَمَا يَقُوُلُ الْخَلِيْلُ “هِيَ مِنْ آخِرِ سَاكِنٍ فِيْ الْبَيْتِ، إِلَىْ أَقْرَبِ سَاكِنٍ يَلِيْهِ مَعَ الْمُتَحَرِكِ الْذِيْ قَبْلَهُ” مُطْلَقَةٌ وَهِيَ ” هَاْمِيْ ” .
4- حُرُوْفُ الْقَافِيْةِِ كَمَا يَلِيْ:
أ- الرَّوِيُّ وَهُوَ ( الْمِيْمُ ) وَهُوَ أَهْمُّ حُرُوْفِ الْقَافِيَةِ؛ لأَنَّ الْقَصِيْدَةَ تُبْنَىْ عَلَيْهِ أو تُروى بِهِ، فَقَدْ تَكُوْنُ الْقَصِيْدَةُ دَالِيَّةً أَوْ مِيْمِيِّةً أَيْ كُلُّ الْحُرُوْفِ الْعَرَبِيْةِ مَاعَدَا حُرُوْفُ الْعِلَّةِ وَالْهَاءِ والتَّنُوِيْنِ.
ب- الْوَصْلُ ( الْيَاءُ ) وَهُوَ الْحَرْفُ الْذِيْ يَلِيْ الرَّوِيِّ مُبَاشَرَةً، وَقَدْ يَكُونُ نَاتِجَاً مِنْ حَرَكَةِ إِشْبَاعِ الرَّوِيِّ كَالْوَاوِ مِنْ الضَّمَّةِ وَالْيَاءِ مِنْ الْكَسْرَةِ وَالْأَلِفِ مِنْ الْفَتْحَة أَوْ الْهَاءِ.
ج- الرِّدْفُ ( الْأَلِفُ ) وَهُوَ حَرْفٌ مَدٍّ يَأْتِيْ قَبْلَ الرَّوِيِّ، وَيَكُوْنُ أَلِفًاً أُوْ وَاوَاً أُوْ يَاءً.
د- حَرْفُ التَّأْسِيْسِ وَهِيَ أَلِفُ مَدٍّ يَفْصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّوِيِّ حَرْفٌ وَاحِدٌ مُتَحَرِكٌ. هـ – الدَّخِيْلُ وَهُوَ أَلِفٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّوِيِّ حَرْفٌ مُتَحَرِكٌ يَقْعُ بَيْنَ أَلْفِ التَّأَسِيْسِ وَالرَّوِيِّ.
و- الْخَرُوْجِ وَهُوَ حَرْفٌ نَاتِجٌ عَنْ إِشْبَاعِ حَرَكَةِ هَاءِ الْوَصْلِ.