لم أجد عنوانًا يمكن الانطلاق منه لبيان مشكلة أخرى غربية قادمة مثل هذه الآية الكريمة، التي ننطلق منها لمواجهة إدخال الحشرات كمادة غذائية غنية بالبروتين كما يزعمون في مقالاتهم وبحوثهم التي تضج بها مواقع التواصل والمصادر الإعلامية.
الحشرات من حيث المبدأ حرام أكلها في كل المذاهب الإسلامية، وإن اختلفوا في بعضها واتفقوا على جواز أكل الجراد المذكى وتذكيته هو أخذه حيًا، ومع حليته إلا أن أغلب من لم يعتد عليه لا يستسيغه لكونه ينتمي إلى هذا الصنف من الأحياء وهو الحشرات.
والحقيقة التي يتوجب علينا البحث فيها هي معرفة نوعية الحشرات التي سيستعملونها في الأغذية القادمة وفي أي نوع من الأغذية سوف تُستخدم تلك الحشرات فيها وكيفية التأكد من خلوها من تلك الحشرات الخبيثة، وليس الحديث عن طهارتها مع عمليات الاستحالة المفترضة، وإنما هو خبثها واشمئزاز النفس منها.
أما الاعتماد على ما يكتبونه على محتويات المواد على علبة البسكويت مثلًا فهذا لا يمكن الوثوق به، فلم يعد للمستورَد الغربي موثوقية مع ما نكتشفه بين فترة وأخرى للعناوين المخفاة تحت رموز كاذبة ومسميات تبعد المستهلك لها عن فهم تلك المواد المستخدمة، ونكتفي بقاعدة الحلية كما هي مشهورة مضمونًا “كل شيء لك حلال حتى تعلم حرمته” فنطبقها كقاعدة أولية على الأطعمة دون اللحوم التي يُشترط في حليتها التذكية واستيرادها من بلاد غير إسلامية لا يجعلها حلالًا إلا مع إحراز التذكية.
ومع الأسف، فإن أحد تقارير BBC بتاريخ 30 أبريل 2018م، يشير إلى أن بعض الصبغات الحمراء تصنع من مسحوق حشرات الدودة القرمزية (الخنفساء) وتجمع ملايين الحشرات بعد معالجة تعطي نكهة اللحم أو لإنتاج تلك الصبغات التي تدخل في صناعة كثير من الأغذية العالمية من بينها الزبادي والآيس كريم والمشروبات الغازية والكعك ومستحضرات التجميل وأحمر الشفاه وهي الصبغة المعروفة باسم “كارمين”.
ويقول التقرير نصًا: “وقد تجد بدلًا من ذلك عبارة تقول “دقيق أحمر طبيعي” أو “صبغة قرمزية” أو “E 120″، لإعطاء صبغة “كارمين” القرمزية رقمًا تصنيفيًا للإضافات الغذائية بمقتضى المعمول به في منطقة الاتحاد الأوروبي”.
لذا أجد من المناسب أن يتم تحليل المواد المحتمل استعمال بعض عناصر الحشرات فيها ووضعها بوضوح على محتويات تلك المنتجات، ويُترك الخيار للمستهلك باستعمالها أم لا.
ولا يصح الاستمرار في الاعتماد على موثوقية ما يكتبون، فلا أظنهم ملتزمين جدًا بذلك، وما الرموز المختصرة إلا تمويه على الناس، وإلا فالصحيح هو ذكر المادة المستعملة بشكل صريح.