يوم أمس الثلاثاء، 24 كانون الثاني/ يناير 2023م، كان اليوم الدولي للتعليم، مناسبة يتم الاحتفاء بها بهدف إبراز الدور الذي يلعبه التعليم في تقدم المجتمعات، يستطيع القارئ والقارئة الكريمة أن يطلع أكثر – إن أراد – على ما هو هذا اليوم وما دوره في التعليم. ولنَستذكر معًا دور التعليم والمعلم في حياتنا، لولا التعليم والمعلم، ما كنا نتخاطب، أنا وأنتم! وخير أنماط التعليم ما كان عن طريق التجربة.
الرسالة في هذه الكلمات قبل الحكاية: إذا كنت معلمًا فعليك بالتجربة العملية – أرني وأثبت لي – لأنها أنجع الطرق. وللآباء والأمهات، أنتم أفضل المعلمين، لا شيء أمتع من الحكايا ونقل التجارب للأبناء لكي لا ينشأ جيلٌ قليل الخبرة والتجربة “التجارب لا تنقضي، والعاقل منها في زيادة”. كان الإمام علي عليه السلام كثير الاعتناء بالإيصاء والحثّ على نقل التجارب والتعلم منها.
تتفاجأ عندما تقرأ أو تسمع بعض الآراء من شاب! ألم يكن عنده أب يشاركه رأيه ويعلمه من تجارب الحياة قبل أن يثب في الهواء ويفعل ما فعل أو يقول ما قال؟ ربما لو شارك أباه التجارب عوفيَ من الوثباتِ والشطحات البعيدة عن الصحة!
نتعلم بالتجربة في غرفة المختبر الصغيرة في مدارسنا في سنوات الطفولة، من أفضل الحصص؛ تحفز الإبداع وترسخ القوانين وتثبتها بعد دراستها نظريًّا. نكبر وتتعقد الحياة، في كل يوم تجربة، وملوم من لا يُفيد ولا يستفيد من تجارب الحياة. القرآن الكريم قص تجربة الحياة والموت التي أجراها النبي إبراهيم عليه السلام على أربعة طيور.
مر إبراهيم (عليه السلام) يومًا على ساحل البحر فرأى جيفةً على الساحل نصفها في الماء ونصفها على الأرض تأكل منها الطيور وحيوانات البرّ والبحر من الجانبين وتتنازع أشلاء الجيفة. خطرت في ذهن إبراهيم عليه السلام مسألة يود الجميع لو عرفوا جوابها بالتفصيل، وهي كيف يعود الأموات أحياء مرة أخرى. تأمل في نفسه أنه لو حصل مثل هذا لبدن الإنسان وأصبح طعامًا لعدة حيوانات وصار جزءًا من أبدانها، كيف يحصل البعث ويعود ذلك الجسد الإنساني نفسه إلى الحياة؟ فخاطب إبراهيم (عليه السلام) ربه قائلًا: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى}.
أجابه الله تعالى: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} بالمعاد؟ فقال عليه السلام: {بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}. فأمره الله أن يأخذ أربعةَ طيور ويذبحها ويخلط لحمها، ثم يقسمها عدة أقسام ويضع على كل جبل قسمًا منها، ثم يدعو الطيور إليه. امتثل إبراهيم للأمر واستولت عليه الدهشة حين رأى أجزاءَ الطيور التي تفرّقت اجتمعت من مختلف الأماكن وعادت إليها الحياة.