في يومنا الوطني.. ولاء يتجدد وأحلام الأعداء تتبدد

بحلول الذكرى السابعة والثمانين لتأسيس المملكة العربية السعودية التي نحتفي بها هذه الأيام تكون مسيرة هذا الكيان الكبيرة قد قاربت بلوغ حوالي قرن من الزمان، وهي تزداد رسوخا وقوة في الداخل على كافة المستويات وفي مقدمتها بناء الإنسان المواطن الذي يكتسب كل يوم خبرة ومعرفة بالتعليم والتدريب والابتعاث ثم بناء المؤسسات العلمية والصناعية والخدمية والبنى التحتية التي تلبي احتياجات المواطن والمقيم، وتوفر لهم سبل الرفاه، وصولا إلى الأجهزة الأمنية التي يتم إعدادها بكل ما توصل إليه العلم الحديث من وسائل الاتصال والدعم اللوجستي الذي يكفل قيامها بحفظ أمن المواطن وممتلكاته، وكافة المكتسبات التي تحققت بفضل الله أولا ثم بما يحرص ولاة الأمر على توفيره من الموارد المادية والبشرية لتحقيق هذه الغاية، وكذلك بناء القوات المسلحة سواء الجيش ممثلا بوزارة الدفاع والطيران أو الحرس الوطني وحرس الحدود وغيرها من التشكيلات العسكرية التي تمتلك كل ما من شأنه ردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على هذا الوطن الذي يتأهب أبناؤه على حدوده للدفاع عنه ورد الطامعين والحاسدين والمتربصين الذين أثبتت أحداث العالم والإقليم التي تدور هذه الأيام بأنهم لا يضمرون للمملكة وللعالمين العربي والإسلامي إلا السوء، ولكن مواقف المملكة الشجاعة في وجه مؤامراتهم أثبتت الوعي التام بهذه المؤامرات والاستعداد لردعها ومواجهتها كما هو الحال في «عاصفة الحزم» ضد تدخلات القوى الخارجية في اليمن وكذلك «إعادة الأمل»، وهي الحملات التي تقود فيها المملكة التحالف العربي في الدفاع عن حق شعب اليمن الشقيق وشعوب المنطقة في الأمن والسلام دون تدخل خارجي يقصي الشرعية الدستورية وتسليم الأمر لأقليات طائفية ومذهبية.

كل هذه المقومات والإنجازات داخليا وعالميا عززت نظرة الاحترام والتقدير تجاه المملكة وقيادتها وحرصها على نصرة الحق، مما جعل قادة العالم يبادرون إلى التواصل مع هذه القيادة والتشاور في كل ما من شأنه مصلحة المنطقة والعالم، وبذلك تضيف المملكة إلى مواطن قوتها الاقتصادية قوة دبلوماسية وسياسية تكسبها مزيدا من الاحترام معززة بذلك مكانتها في نفوس المسلمين ناهيك عن حرصها على مساعدة كافة الشعوب التي تعاني النكبات أو مشاكل الفقر والعوز..

التفاف المواطن السعودي وما يعبر عنه عامة المواطنين وفي مقدمتهم العلماء والأكاديميون والمثقفون عن تجديد الولاء والوفاء للوطن والقيادة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني، يؤكد أن المملكة ستبقى شامخة وسيبقى ولاء مواطنيها للوطن ولولاة الأمر هو الحراك الوحيد الذي يقود هذه الذكرى أعواما عديدة -بإذن الله-، والوطن يحقق مزيدا من المكتسبات وهم يحصدون مزيدا من الندم والحسرات.


error: المحتوي محمي