في جزيرة تاروت.. زوار النسخة الـ 20 لمعرض «الشموع الزينبية» يتبادلون 6 آلاف كتاب مستعمل

بستة آلاف كتاب ما بين كتب كبيرة وكتيبات صغيرة، بدأ معرض الكتاب المستعمل التابع لجماعة الشموع الزينبية حلته العشرين يوم السبت 21 جمادى الآخرة، ويستمر حتى الثلاثاء ثم يستأنف ويختتم يوم الجمعة 27 جمادى الآخرة 1444هـ، حيث يرافقه السوق الخيرية والعديد من الفعاليات.

وذكرت مسؤولة الجماعة “بتول أبو الرحي” أن الكتب تفاوتت موضوعاتها بين الدين، وتطوير الذات، والقصص، والروايات الحسينية والأدبية، والطبخ، والأطفال، منوهة بأنها استبعدت بعض الموضوعات مثل الإنجليزي والتاريخ والكتب الطبية لعدم الإقبال عليها.

أشارت “أبو الرحي” إلى أن الكتب الدينية هي أكثر ما يتم تبادله ويتم شراؤه، ويليه كتب الأطفال، مبينة أن المعرض كانت به كتب من سنين سابقة، لكن الذي تبادله أكثر من ذلك، حتى إنه أتتهم كتب من الأحساء.

وأوضحت أن المعرض حضره العديد من المهتمات بالقراءة من النساء، إذ إنه في اليوم الأول من المعرض نفذت 20% من كتب المعرض، وتم فتح باب استقبال القراء من الرجال لمطالبتهم بذلك ولكن ليوم واحد فقط، حيث كان ذلك في صبيحة يوم الإثنين في الحسينية الزينبية بالمشاري.

عداد القراء في تناقص
بينت “أبو الرحي” أنها مع هذا تشعر أن عدد القراء بدأ يتقلص، حيث كانت تتمنى إقبالًا أكثر على المعرض.

وذكرت أنها لم تستطع عمل شيء جديد هذا العام؛ بسبب عدم توفر متسع بالمكان، حيث حالت الأمطار دون ذلك، فكانت تود تنظيم فعالية قراءة في كتاب، أو مناقشة حول كتاب.

وأوضحت “أبو الرحي” أن جهد معرض الكتاب كبير؛ حيث سبقه شهر تقريبًا لاستقبال الكتب، وبعدها عشرة أيام لتجهيز المكان وتصنيف الكتب وتجهيزها وتنظيفها، وكان عدد الكوادر قليلًا جدًا فالأساس كان ثلاث سيدات أو أربع فقط وبالتالي كان الجهد كبيرًا.

وأشادت بجهودهن وروحهن المعطاءة في التطوع، والتي دعتهن لعدم السأم أو التعب أو الشكوى، لكنها ترى أنه كلما كان العدد أكبر كان هناك تخفيف للضغط، خاصة أنه كانت هناك عشرة أيام للترتيب، بعدها أتت خمسة أيام من المعرض فيكون المجمل أسبوعين، فكان الوقت طويلًا فيه؛ مما يجعله متعبًا جدًا للبعض.

عروض تشويقية
تسعى “أبو الرحي” لوضع عروض تشويقية للمعرض؛ حيث وزعت في يومه الأول 70 هدية فورية لكل من تحمل اسم فاطمة أو زهراء أو بتول، إذ كان موعد المعرض متزامنًا مع ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء (ع)، ولم يخلُ يوم من عروض تشويقية على الشراء من الكتب أو سلع السوق الخيري، مع ما يرافقه من فعاليات للأطفال من مسابقات ونقوش حناء وتاوة وغيره.

ولفتت إلى أن أسعار الكتب بالمعرض زهيدة لتكون مشجعة على الاقتناء والقراءة؛ حيث ذكرت أن إحدى السيدات ابتاعت مجلدًا مكونًا من 15 كتابًا بـ120 ريالًا وهو لا يقل سعره عن 500 ريال في أماكن أخرى.

الفتيات والقراءة
تحدثت “أبو الرحي” عن أنه إعجابها بمن تستهويهم القراءة خاصة الفتيات، مشيرة إلى أنها وجدت ضالتها في فتاة ذات 12 سنة باليوم الأول للمعرض، وكانت مغرمة بالقراءة كثيرًا، متمنية أن يكون للفتيات دور تطوعي في هذه الفعاليات، ويكون لديهن اهتمام بالقراءة والكتابة؛ حيث إنها نشرت إعلانًا لطلب كوادر لكنها لم تجد اهتمامًا بالموضوع، وذكرت أنها ترجو ممن يجد أي إعلان بأي مكان سواء تابع لجهتهم أو جهة ثانية أن يسارعوا للمبادرة والمساعدة.

وعبرت عن سعادتها بالمعرض؛ فهو من أفضل نشاطات الشموع السنوية، وقالت: “سنويًا أرى وجوهًا محددة أعرف أنهم أتوا للقراءة والكتاب، فالمعرض لست أنا فقط من ينتظره بل جميع الناس ينتظرونه، ويتساءلون دائمًا، متى سيبدأ المعرض؟ ومتى ستنظمينه؟ مع أننا لا ننظمه إلا مرة في السنة”.

وأضافت أن هناك حتى حوزات كثيرة تأتي ليقتنوا كتب المعرض، لافتة إلى أنه يتم تجديد الطاولات يوميًا؛ حيث لا تتسع الطاولات لعرض كل الكتب الموجودة.

واختتمت “أبو الرحي” حديثها بتأكيدها على أن هناك أماكن كثيرة تعمل على فكرة معرض الكتاب المقروء، راجية أن تنتشر فكرته وتتبناه إحدى الجمعيات بالمنطقة.




error: المحتوي محمي