بادر عدد من المبتعثين من محافظة القطيف ومن بقية أنحاء المملكة لمساعدة المتضررين من إعصار إيرما بإعادة ترميم الحطام الذي سببه الإعصار في منازلهم، وقد تمثلت تلك المبادرات في الانضمام لبعض الفرق والمنظمات التي انطلقت لذلك الهدف.
إلى ذلك ذكرت المبتعثة آيات الجعفر المقيمة في ولاية هيوستن تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة التصميم الداخلي، بأنها انضمت كعضو متطوع لمنظمة non profit organization لمساعدة المتضررين من الإعصار بتنظيف المنازل عن طريق إزالة الأثاث المتكسر والأسقف المتهالكة لتسهيل عملية إعادة البناء بأقل التكاليف.
وسعت المنظمة التي حملت شعار “Service project” وتكونت من 50 متطوعاً من مختلف الجنسيات إلى مساعدة المتضررين من الإعصار بتوفير أثاث ومأكل ومأوى وملابس وعلاجات لجميع المحتاجين عامه وللطلاب المبتعثين خاصة، حيث استهدفت مناطق ذوي الدخل المحدود والتي يقطنها كبار السن والمرضى والمحتاجين لمد يد العون لهم أولاً.
وأوضحت الجعفر لـ”القطيف اليوم” بأن المنظمة تقوم بتوزيع المتطوعين على عددٍ من المناطق في كل أسبوع لتقديم المساعدة حيث إنها تساعد في كل أسبوع بين الـ 5- 6 منازل، كما توفر للمتطوعين مواصلات ووجبة غداء وشعار موحد مع شهادة خدمة.
وقالت بأن الإعصار ماهو إلا اختبار يحدد فيه مدى قوة صبر الإنسان وإحساسه البشري بالآخرين بغض النظر عن اختلاف الديانات والجنسيات، فالكارثه كانت فوق السيطرة وكان لها أثرها السلبي على جميع سكان المدينة، حيث أن غالبية السكان خسروا كل مايمتلكون بمعدل 100%، وفي ظل تلك الظروف كان الحل الأمثل هو تحويل التحديات إلى فرص تمثل ديننا وأخلاقنا وتربيتنا وإنسانيتنا، فهو اختبار ليثبت وجودك.
وأضافت “إن الإعصار دمر مدن وعوائل من مختلف المستويات، إلا أن أغلب المتضررين هم من ذوي الدخل المحدود حيث أنهم لا يمكننهم تعويض الخسائر من سيارات ومنازل وأثاث وملابس، وهذا الظرف الصعب قد كشف لنا من هم حولنا، فالبعض منهم اتخذ موقف أناني وانتقل بسهولة لمدينة أخرى بعيداً عن الإعصار، ومارسوا حياتهم الطبيعية بدون تقديم المساعدة للمحتاجين، إلا أن بعض الأشخاص أثبتوا إنسانيتهم وكانوا رحماء ومخلصين في تقديم المساعدة بقلب صادق.
وأضافت “لقد ساعدتنا القنصلية السعودية، كما أن المنظمة الخيرية وفرت للمتقدمين من الطلاب المبتعثين مأوى ومراتب وأثاث وطعام”.
وعن مواجهتها للإعصار قالت: لقد تلقينا إنقاذ من الحكومة الإمريكية حيث أنها أرسلت لنا طيارات الهليكوبتر وقوارب لإخراجنا من السكن وتم نقلنا خارج منطقتنا، بعدها تم نقلنا بسيارات الإسعاف ثم بسيارات الجيش لمنطقة الداونتاون إلى مركز تجمع اللاجئين الذين تم إنقاذهم.
وعبرت عن حالتهم : كان الموقف مفجع ومتعب بالنسبه لنا كشباب وأصعب بكثير بالنسبة لكبار السن والمرضى الذين تم إنقاذهم بدون علاجات وملابس كافية، فقد كنا بملابس مبللة في جو بارد، لم نحمل معنا غير الجواز، عندها فوجئت باتصال من صديق أمريكي غامر بحياته وأتى لأخذنا إلى منزله مع زوجته، لقد جسد لنا هذا الصديق الإنسانية حيث أنه عاملنا كأهل وليس كمجرد صديق.
واختتمت الجعفر حديثها مع الـ”القطيف اليوم” بتوجيه كلمة إلى المجتمع مؤكدة فيها على أن المبادرة تفتح أبواب الجنان، مستشهدة بالآية الكريمة: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133] مشيرة إلى أن آلية المبادرة لاتشترط دفع المبالغ المادية بل تقدم بشكل معنوي من جهة الدعاء ومواساة من هم محتاجين للدعم، مذكرةً كل شخص بأنه يمتلك قدرة تسعد من حوله، وتغير مجرى حياة نفسه والآخرين، فمن يفعل خير يجده، وحثت الشباب على ترك الأثر الإيجابي لمن يعاني من الحزن وفقد الأمل، وكسب الأجر من هذا الجانب للنفس.