شدد الاختصاصي الاجتماعي السيد طالب آل درويش على ضرورة التهيئة النفسية للطلاب المستجدين للروضة والمدرسة، من قبل الأسرة والمدرسة وكذلك المحيط الاجتماعي، لما لها من عائد إيجابي على الثقة بالنفس والإنجاز، وفق خطة تسهم في نجاح التأقلم مع الجو المدرسي وليس الاستعداد المادي فقط.
جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها الاختصاصي بلجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس تحت عنوان “تهيئة الطلاب المستجدين للدراسة” وكيف أهيئ طفلي لدخول الروضة والمدرسة؟ ، والتي نفذت على مدى يومين متتاليين الثلاثاء والأربعاء 28 – 29 ذي الحجة 1438هـ، بحضور عدد من المهتمين بالشأن التعليمي والتربوي بديوانية سنابس.
وقدمت المحاضرة بالتزامن مع الأسبوع الأول للعام الدراسي وذلك لتسليط الضوء على ما يتعرض له بعض الطلبة والطالبات من مخاوف عند خوض تجربة عالم المدرسة، مشيرًا إلى أن هذه الحالة تعد طبيعية عند الطالب بشرط ألا تزيد عن شهر كحد أقصى وأن يكون الطالب قد تلقى حينها خدمات إرشادية تتضمن الأساليب والخطوات التحفيزية لإزالة أو التقليل من حالة الخوف.
وأكد على أهمية إشباع الحاجات النفسية للطفل قبل دخوله للمدرسة، والتي تكون متأثرة بعوامل تربوية، مع البعد عن بعض النظم الجامدة أو التربية التي لا تتسم بالمرونة.
وصنف الأطفال الذين يرفضون الذهاب للمدرسة إلى ثلاث أقسام هي: أطفال يرفضون المدرسة مع أعراض قلق، وبعضهم بدونها فقط تهربًا أو تسيبًا كنوع من التمرد على سلطة الأبوين، وأخيراً حالات مختلطة من القلق مع الهروب أو تسيب.
ونبه آل درويش إلى خطر عدم وجود الأب في العملية الإشرافية التعليمية، مشيراً إلى أنه خطر جداً كونه الضابط لها، حيث نلاحظ أنه ضمن الـ 10 سنوات الحالية بدأ يظهر دور الأم أكثر من الأب بحكم أنها من يقوم بتعليم الطفل والمباشر لتولي احتياجاته.
وحذر من وجود العنف في المجتمع والذي يكون شيئاً واقعيًا وبعضها خفيًا غير واضحًا، مما قد تظهر آثاره بصورة ضغوط نفسية على الأبناء، لافتًا إلى الانتباه للغة الجسد في هذه المرحلة وهي المتحدث عن الطفل للكثير من مشاكله، عند غياب الحوار مع الأبوين.
ودعا الاختصاصي إلى وعي الوالدين بإمتلاك الطفل مهارات تعينه على الاعتماد على نفسه وتقلل الخوف من المدرسة، ويتعلمها من البيت مسبقًا ومنها: المهارات اللغوية، المهارات الحركية، الاستقلالية، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية.
وختم المحاضرة بتقديم همسات تربوية للوالدين تساعد على تجنب رفض قبول الطفلة للدراسة بشكل عام ومنها: المشاركة الوجدانية للطفل قدر المستطاع، استقبال الطفل عند عودته من المدرسة، التعرف على كيفية قضاء وقته في المدرسة بأسئلة مفتوحة، مع عدم مطالبة الطفل بأكثر مما يستطيع، وزرع الثقة في النفس واكتشاف مهارات الطفل ومواهبه منذ البداية وصقلها، وكذلك الإكثار من المديح والثناء له.