بنكهة نقدية شعرية.. القاصَّة زهراء الشوكان توقع مجموعتها القصصية «مُختَلفُ الملائِكة»

وقعت القاصَّة زهراء عبد الله الشوكان مجموعتها القصصية الولائية الأولى بعنوان: “مُختَلفُ الملائِكة”، بعد أن حولت العشق الولائي فيها بطلًا لقصصها، وفارسًا لومضاتها المعطرة بالحب والولاء، وترنمت بالعشق للعترة الطاهرة، متخذةَ من الحب والدفء طريقًا، ومنتشية باللحظة الماطرة، لتنهمر عبر إلقاء نصوصها الأدبية التي ترفل بالعشق الولائي، لتشنف أسماع الحاضرين، وتلامس شغاف قلوبهم.

جاء ذلك خلال حفل التوقيع الذي أقامته القاصة والشاعرة “الشوكان”، بإحدى الصالات الخاصة بالربيعية، وحضره عدد من الأدباء والنقاد، وتم تكريم المشاركين والداعمين، وأدارته الكاتبة والإعلامية حليمة بن درويش.

ودار في الحفل حوار أدبي حول المجموعة القصصية المحتفى بها، وقراءة بعض القصص، وذلك مساء الجمعة الموافق 20 جمادى الآخرة 1444هـ.

وانتقلت الكاتبة “الشوكان”، من نظم الشعر إلى سرد القصص، فبعد ديوانها “أُلونُ صوتَ المجاز” جاءت مجموعتها القصصية” مُختَلفُ الملائِكة”، والتي تتناول حياة النبي (ص) وآل بيته (ع)، وتظهر شخصية القاص الولائية بكل ما تحمله من انتماء، ومشاعر، وخصوصية.

وأوضحت أن المجموعة تتناول هذا الجانب بشكل عصري منسكبًا في قوالب قصص قصيرة جدًا، تحمل لغةً شعرية، وصورًا مجازية، وخيالاً يبعث في النص أبعادًا متسعة الأفق، وهذه المجموعة القصصية صدرت عن دار كلمات للنشر والتوزيع، وضمت بين دفتيها 61 نصًا سرديًا في 80 صفحة.

وقدم القاص “زكريا العباد” كلمة ومداخلة مثرية حول المجموعة أثناء الحفل.

وترنم عضوا منتدى عرش البيان الأدبي الشاعران؛ “عقيل المسكين”، وعبد الله آل إبراهيم” بقصائد شعرية احتفاء بالمجموعة القصصية التي تم إهداؤها للقاصة مبروزه، فقال الشاعر عقيل المسكين في قصيدته بعنوان “هيمي بوديان الحقيقة”:

هيمي بوديان الحقيقةِ واشمَخِيْ
فوقَ السفوحِ وعانقي تلكَ القممْ

مـا زالَ حبركِ في اليـراعِ كأنهــــرٍ
لمّــا ترقرقَ حُسنُهُ يشدُو الهِمَــمْ

وتحت عنوان “تهافت الحروف” قال
الشاعر “عبد الله آل إبراهيم”:

إلى (الشوكان) تنتظمُ القطوفُ
وتهتفُ بالثنــــاءِ لهــــا الحروفُ

فـ(مختلفُ الملائكــة) اعتقــادًا
بمـــا يحويــهِ من حــقٍ يطــوفُ

وقد حملت المجموعة القصصية بين دفتيها ورقتين نقديتين للقاصين؛ “زكريا العباد”، و”طاهر الزارعي”.

وجاء في الورقة النقدية للقاص زكريا العباد التي حملت عنوان: “بمثابة الباب”، أن هذه القصص فتحت المجال للولوج في عالم القصص الولائية، مبينًا أن هذا شيء يحسب للقاصة لامتلاكها الجرأة والشجاعة لاقتحام الكتابة عن أهل البيت (ع)، عبر مجموعة من القصص والومضات مليئة بالروحانية ومشاعر الولاء.

وأكد “العباد” أن القارئ يرى أثر كون زهراء فنانة تشكيلية من خلال ما يمكن أن يسميه “الكتابة بالألوان”، مشيرًا إلى أن المتلقي يشعر بأثر “لطخات الفرشاة” على مساحة البياض في النصوص، مبينًا أن قصصها أقرب إلى اللقطة والمشهد أو اللوحة التشكيلية.

وقال إن الزمن في نصوصها لا يركض، بل هو مسترخٍ هادئ، وهذا -في رأيه- ملائم للقصة التاريخية الدينية، بحسب ما تتبنّاه الكاتبة من رؤية للكتابة الإبداعية التاريخية، منوهًا بأن عرضها غير متكلف لإيجاد الصراع والتوتر في اللحظة.

بدوره أفاد الناقد طاهر الزارعي في ورقته النقدية أن نصوص المجموعة “مختلف الملائكة” تتكئ على اللغة الشعرية بالدرجة الأولى، ومن البديهي أن تكون اللغة كذلك على اعتبار أن الكاتبة شاعرة متألقة، تنخرط في مفردات لغوية وبلاغية مستمدة من قاموسها الشعري ومخزونها اللغوي.

وأوضح “الزارعي” أن مفردة الشعر الطاغية، تتمثل في كل نصوص المجموعة منوهًا بأن ذلك لا يفقدها السردية المتصاعدة والمتنامية في سلّم الحكاية، باكتسابها فسحة حرة من المخيلة الولائية، حيث تقفز الكاتبة من نص إلى آخر مستوحية جمالها من وقائع ما حدث للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل بيته -عليهم السلام-.

وأضاف: “هناك عوالم سردية مكثفة بالجمال البلاغي تتخذ من الرمزية هاجسًا لها، مبينًا أن هناك معطيات كثيرة تجعل تجربة الكاتبة ناجحة، بالقدر الذي بذلت فيه سيل قلمها للوقوف على كل إمام من الأئمة الأطهار، ومحاولة إنارة عالمه الخاص والمعروف عند العامة.




error: المحتوي محمي