القطيف: الموت يغيب وجوهاً عن محرم.. تركت بصمات خالدة لن يمحوها الزمن

يحل شهر محرم 1439هـ على القطيف دون أن يأتي على كوكبة من الخطباء و العلماء, الذين غادروا عالمنا بعد أن غيبهم الموت مابين محرمين.

ولعل من أبرز الغائبين في هذا العام رائد للمنبر الحسيني الشيخ محمد جمال الخباز بعد استمراره لستة عقود في خدمة قضية عاشوراء على منابر الحسين, حيث رحل بعد معاناة مع المرض في يوم وفاة الزهراء 13 جمادى الأول 1438هـ عن عمر يناهز 75 عاماً, ونعاه الوسط العلمي والديني والإحتماعي.

وتميز الراحل بسعة الاطلاع على فكر أهل البيت والبعد عن الصراعات إذ أكد الشيخ فوزي آل سيف أن الخطيب بالإضافة إلى خدمته لأبي عبد الله الحسين لأكثر من نصف قرن كان على مستوىً من التورع و التعفف, فلم يعرف عنه أنه هتك أحداً أو دخل في أي من الصراعات بالرغم من ما مرت به المنطقة.

ولم يكن الشيخ الخباز وحده الغائب لأول مرة عن شهر محرم هذا العام من الوسط الديني إذ تبعه السيد صالح آل نصيف بقرابة نصف الشهر الذي لقي ربه في جمادى الثاني من هذا العام بعد معاناة أيضا مع المرض عن عمر ناهز 70, إذ اشتهر بشكل كبير بالتصدي للمسائل الدينية الابتلائية وإمامة المصلين. السيد آل نصيف والشيخ الخباز تربط بينهما علاقة صداقة دينية واجتماعية امتدت لعشرات السنين وتميزت بالاحترام المتبادل والأخوة.

وفقدت الساحة بعد قرابة الشهر على رحيل السيد آل نصيف أي في رجب من نفس العام الشيخ محمدعلي أبو المكارم وهو في عمر 66, واشتهر عن الشيخ أبو المكارم احتياطه الشديد في أمور الدين بالخصوص مسائل الحج.

القطيف كما عرفناها تفخر بعلمائها وتدِين لهؤلاء الرواد من العلماء والخطباء الذين ساهموا في توعية المجتمع ونشر فكر أهل البيت عليهم السلام لكافة أطياف المجتمع, والمحافظة على تماسكه, وتدعوا لهم بالرحمة والمغفرة.

هذه الثلة تستحق التكريم؛ تكريمهم بالاستمرارية على نهج أهل البيت وتأصيل دور العالم القدوة, بحيث يكون ملماً بكثيرٍ من النواحي الفكرية, ومتابع لأبرز مستجدات الساحة العلمية والاجتماعية, ونشر المعرفة السلمية البناءة التي تساهم في الإصلاح الاجتماعي وتنمية المجتمع ورفعة البلد, كما سلكها علماؤنا الأعلام الشيخ الخباز والسيد آل نصيف والشيخ أبو المكارم الذين غيبهم الموت عنّا في محرم هذا العام.


error: المحتوي محمي