أكد الباحث الاختصاصي بعلم النفس أسعد النمر أن هناك عددًا من الأشخاص يصنفون بأنهم من فئة “كارهي المطر”، أو هم ممّن يعتبرون من أكثر الناس غضبًا وأقل سعادة خلال أيام الأمطار الغزيرة مقارنةً بغيرهم ممّن لا يتأثرون بالمطر سلبياً.
ورأى وجود صلة بين تغيرات الطقس كالجو الغائم والمطر، والحالة المزاجية، مثل الاكتئاب والانتشاء والانفعالية، كالقلق كما يتمظهر برهاب المطر Ombrophobia أو خوف غير مبرر منطقياً من المطر، مشدداً على أن المطر ظاهرة طبيعية من حيث المبدأ.
وقال: “هذه الظاهرة قد يستجيب الناس لها بأساليب مختلفة”، مضيفًا: “هناك أيضاً آخرون يمرحون ويبتهجون خلال المطر بل يعتبرونه فرصة للحد من التوترات والضغوط النفسية، وسواء أكان الأشخاص يخافون المطر أو يرحبون به فهذا يعود لنمط الخبرات المعرفية الانفعالية التي تركها المطر في ذاكرتهم”.
وتابع: “عادةً يتحدد نوع تعلم الخبرة من خلال عمليات اقتران بين الحدث المطري (كمثير) والاستجابة لهذا الحدث، فالأثر السلبي الذي يتركه هذا الحدث سوف يولد نتائج سلوكية سلبية، كالخوف والقلق والاكتئاب، بيد أن الأثر الإيجابي سيعزز نتائج سلوكية إيجابية كالابتهاج وخفض التوتر”.
وذكر أن حالات الخوف المعتادة أو التي بالحدود الطبيعية مثل الخوف من بلل الملابس أو اتساخ الأحذية، وقت الحالة المطرية، وقال: “إن أسلوب التعامل معه مختلف، فمثلاً، يمكن للأفراد الذين يخافون المطر لأسباب تتعلق بنظافة ملابسهم، استخدام المظلة للاحتماء من البلل، لكن في حالة الامتناع عن الذهاب للعمل، يمكن البحث عن الأسباب الموضوعية والسيكولوجية المرتبطة بهذا الخوف”.
وعرّف رعب أو رُهاب المطر بأنه اضطراب أو خوف غير منطقي، قائلًا: “أي ليست هناك أسباب منطقية تكمن وراء هذا الخوف، بل ربما يرتبط القلق من المطر (أو رُهاب المطر) بحالة اضطراب قلق آخر اسمه (كرب ما بعد الصدمة) إذا شكّل الحدث المطري كارثة صادمة وذلك في سياق نمط إدراك كل شخص لهذا الحدث، فإذا تحول الخوف من هذا الحدث إلى فزع كلما تم تذكره أو توقع حدوثه مستقبلاً، فهذا يعني غالباً أن الفرد يعاني اضطراب كرب ما بعد الصدمة، وهنا تبدو الحاجة ماسّة للمساندة السيكولوجية والاجتماعية للتخلص من هكذا اضطراب”.
وأبان أن العلاقة بين الموت والخوف المرضي ممكنة الحدوث، وقال: “الخوف من الموت المبكر والخوف من الموتى يُعدان من أهم مخاوف الموت المرتبطة بالقلق، ولكن يجب أن يكون المطر مفرحًا”، مطالبًا الجميع بعدم القلق كونه يساهم في تشكّل مادة لتحفيز اللاشعور من خلال الأحلام.