السيد محمد طاهر المخلص الخفي

في صبيحة يوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 10 يناير 2023م استفاقت القطيف على خبر مؤلم برحيل المخلص الخفي المهندس السيد محمد السيد طاهر آل السيد ناصر (الخضراوي) بعد معاناة طويلة مع المرض.

السيد محمد طاهر (كما يحلو للجميع مناداته) كان مثالاً للجد والمثابرة والعمل الدؤوب في خدمة أهله ومجتمعه في شتى المجالات دون كلل ولا ملل وبكل ما أوتي من عزيمة وإصرار وهو متسلحٌ بالإخلاص.
وللسيد محمد طاهر رحمه الله العديد من المحطات في حياته والتي شهدت على إخلاصه وتفانيه، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1. إدارة المشاريع ببلدية محافظة القطيف: حيث وضع نصب عينيه العمل مع فريقه الهندسي المختص على تطوير المحافظة من خلال اقتراح ومتابعة تنفيذ مشاريع عملاقة ممزوجة بالتحديات الكبيرة مثل الكباري والشوارع الشريانية والأسواق الحديثة والمخططات المترامية الأطراف.

2. المجلس البلدي لمحافظة القطيف: نظير إخلاصه وتفانيه بادله أبناء المحافظة بالوفاء فكان السيد محمد طاهر رحمه الله من بين أكثر المترشحين الحاصلين على ثقة أهله ومجتمعه ليواصل إخلاصه الخفي بين جنبات المجلس البلدي مع بقية الأعضاء رقيبًا وناصرًا ومعينًا ومتابعًا لكل احتياجات المحافظة التنموية.

وبالرغم من مشاغله على مستوى محافظة القطيف والمنطقة إلا أن بلدته القديح لم تكن يومًا أقل نصيبًا من اهتماماته. فكان أيضًا له العديد من الوقفات والمساهمات أذكر من أبرزها:

1- جمعية مضر الخيرية بالقديح: انطلاقًا من كون خدمة المجتمع جزءًا كبيرًا من اهتماماته رحمه الله، فقد انضم لمجلس إدارة الجمعية كنائب للرئيس حيث ساهم مع بقية أعضاء المجلس والعاملين في إبراز إنجازات كبيرة مميزة في كل من المستوصف والروضة وغيرها التابعة للجمعية.

2. العرس الدامي بالقديح: كما أن أهل القديح لا تمحو من ذاكرتهم فاجعة حريق الخيمة في العرس الدامي، فإنه لا تُنسى أيضًا المواقف القوية للسيد محمد طاهر رحمه الله وعدد من الوجهاء والمخلصين من أبناء القديح ورجالاتها في حمل هموم أهلهم إلى قيادة وطننا الحكيمة وبالأخص بلورة وتنفيذ مكرمة مليكنا المحبوب المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، والمتمثلة في تخصيص قاعة للأفراح والمناسبات تحت إدارة وتصرف جمعية مضر الخيرية بالقديح لتكون رافداً وداعماً لمتضرري الحريق.

3. التفجير الإرهابي بالقديح: كان للسيد محمد طاهر دور بارز في اللجنة الأهلية المنظمة لاستقبال المعزين من داخل المملكة وخارجها. وكنت شخصيًا أعمل مع السيد المرحوم جنباً إلى جنب في الكثير من الخطوات والتنسيقات ليكون استقبال المعزين يفيهم حقهم ويليق بأبناء القديح خصوصًا والقطيف عمومًا.

4. المجلس الأهلي بالقديح: السيد محمد طاهر رحمه الله كان أحد الأركان الرئيسية للعمل معنا في المجلس الأهلي بالقديح لتلمس ومتابعة احتياجات البلدة من الخدمات التعليمية والصحية والبلدية والتنموية وغيرها، ولا يعرف مدى إخلاصه وتفانيه سوى الذين يعملون معه يدًا بيد (ولا ينبؤك مثل خبير) في خدمة القديح وأهلها متحدّين كافة الصعاب بالصبر والتحمل ومواصلة العمل على شتى الأصعدة. فكم من مرة وصلنا في المجلس إلى طريق مسدود في بعض المتابعات ولكن مع الإصرار على مواصلة الجهود كان السيد محمد طاهر رحمه الله دائمًا صاحب قصب السبق في المبادرة والمتابعة.

السيد محمد طاهر رحمه الله كان مثالًا وضاءً للعمل بإخلاص خفي وتفانٍ منقطع النظير حتى آخر أيام حياته وهو يحمل على عاتقة طرق جميع الأبواب ومحاولة إيجاد كافة الحلول الهندسية لتسهيل حركة المرور عبر مدخل القديح الوحيد الملاصق للمجمع الطبي العام لجمعية مضر الخيرية والمرتبط بالمشروع المعروف بشارع التحدي الذي يمتد من القطيف إلى صفوى.

فرحمك الله أيها السيد الجليل والمخلص فلقد فجعنا جميعًا بفقدك وفي كل عمل اجتماعي وخدمي في القطيف والقديح سيكون لك بصمة لا تُنسى أبدًا. رحمك الله وحشرك مع أجدادك الطاهرين محمد وآل محمد وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.



error: المحتوي محمي