الشاعر حسن السبع.. لا نقول وداعا شاعر زيت البلاد وقناديلها بل نقول نستودعك الرحمن الرحيم لتكون في رحاب الله في مقام كريم، لا تطاوعنا قلوبنا ولا أقلامنا في رحيل الشاعر العصامي النبيل أن نقول وداعا أيتها الطفولة السرمدية، ولا نقول وداعا أيها الوفاء الذي لا ينفذ، لن نقول وداعا أيها المرح وداعا أيتها الروح الساحرة الساخرة فضحتك بإذن الله لن تمحى ولن تغيب.
نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، وقد سبقتنا لمصيرنا المشترك أيها الصديق الطائي المطري النقي.
حسن السبع أيها الأب والأخ والرفيق والصديق، أيها الرجل الوطني، أيها الكاتب النظيف، أيها الشاعر الباحث عن مصبات الينابيع.
الشاعر حسن السبع، أنت أيها العزيز وإن كان الرحيل مفاجئا مفجعا موجعا فالأمر لله، ولكنك ستظل بقصائدك في كل حرف كتبت في قامة وروح وملامح ونجاحات بلقيس ونزار ورائدة وطفول وأسراب الأصدقاء، ستظل شمسا لن يحين غيابها ما دمنا أحياء وما دام على الأرض عشاق للشعر وللمرح وللبراءة وللحياة.
وسأظل أحتفظ لابنتك طفول وهي دون العاشرة ولابنتي بلقيس بتلك الرسائل المكتوبة بخط يدك الأنيق وروحك الطفولية على لسان الفراشات والنحول والغزلان والضفادع والأرانب والطيور. فليس غير حسن السبع إلا أقل من القليل من يأخذ وقتا ويمتلك موهبة وهو كاتب كبير ليكتب لطفل صغير رسالة شخصية.
من المفارقة أن يطوي الموت صفحة مضيئة من حياة شاعر من شعراء الأمل والمرح الطفولي وكاتب من كتاب الأمل والتفاؤل المفرط ومثقف من مثقفي المبدأ والضمير على ساحة الثقافة السعودية في اليوم الأول من العام الهجري الجديد. وكأن الشاعر والكاتب والأديب حسن السبع على النهايات مع شفافية البدايات.
ليست سيهات وحدها من تحمل على أكتافها اليوم قامة الرجل الفارع الحيي المبدع شديد الحزن والحياء شديد البشر والبهاء، بل الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ومن مائه لرمله ومن أرضه لفضاءاته القائمة والمتخيلة يمشي اليوم خلف السارية التي لم تنكس قط ولن تعوض أبدا. رحم الله الشاعر الإنسان حسن السبع وعظم الله أجر شريكة حياته العظيمة ونزار وبلقيس وعظم الله أجر الساحة الثقافية والوطن ونفسي في رحيل من صدقه لن يغيب.