رحمك الله يا أبا حسين آل سيد ناصر

بسم الله الرحمن الرحيم (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) صدق الله العلي العظيم (البقرة: 155 – 156).

تلقينا اليوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 10 يناير 2023م، خبر وفاة ابن القديح البار المهندس السيد محمد السيد طاهر السيد أحمد آل سيد ناصر عضو المجلس البلدي السابق بمحافظة القطيف وعضو المجلس الأهلي بالقديح. يستحق لقب الابن البار لأبناء بلدته ومجتمعه والمخلص لوطنه.

كان خبرًا مفجعًا حزينًا على الجميع من سماعنا لهذا الخبر المؤلم، ولكن ما عسانا أن نقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون ونفوض أمرنا إلى الله -سبحانه وتعالى- وهذه سنة الحياة وكلنا راحلون عن هذه الدنيا الفانية ونحن ضيوف بها، ولكن يبقى الأثر الطيب للإنسان الذي يتركه في حياته.

وأبو حسين ترك أثرًا طيبًا من خدمة المؤمنين والمجتمع؛ فكان ساعيًا مسارعًا لخدمة المؤمنين ولبلده ومجتمعه بكل إخلاص وتفانٍ وعطاء.

رحل عنا رجل العطاء والجود وحسن الأخلاق والمعاملة الطيبة والتواضع والكرم وصاحب الابتسامة الجميلة، كان يرحب بالصغير قبل الكبير، وكان متواصلًا مع الجميع من أفراد مجتمعه بكل طبقاته، تجده في جميع المناسبات من أفراح وأتراح مرافقًا إخوانه الكرام.

كنت شمعة مضيئة لعائلة آل سيد ناصر، رحلت يا أبا حسين عن أهلك وإخوانك وأصدقائك ومحبيك
ووالدتك الحنونة الطيبة المؤمنة الصابرة المحتسبة أمرها لله -سبحانه وتعالى-، ساعد الله قلب أم السيد علوي بفقد قطعة من قلبها الرؤوف الحنون. عظم الله أجرك أيتها الأم الحنونة.

رحلت ويتَّمت من حولك وتركت على وجوههم الحزن وألم الفقد والفراق الصعب. لقد تركت بصمة طيبة في كل مشروعاتك ومخططاتك الهندسية التي سوف تذكر بها.

حضرت اليوم تشييعك الكبير من أهلك ومحبيك من القديح وخارجها وهذا دلالة على حبهم لك. لقد خسرت القديح أحد رجالاتها المخلصين الباذلين الخير.

كنت رجلًا شهمًا معطاء، بذلت كل جهدك وطاقتك لخدمة من حولك بدون ملل أو كلل، حتى أثناء مرضك كنت تواصل دربك لعمل الخير بكل صبر وتوكل وتسليم أمرك لله -سبحانه وتعالى-.

وفدت على الرب الكريم، فرحمك الله يا أبا حسين وحشرك مع أجدادك الطيبين الطاهرين وخلف على فاقديك بالخلف الصالح والصبر والسلوان.

عظم الله أجوركم وأحسن الله لكم العزاء؛ عائلة آل سيد ناصر، والخضراوي، والعبيدان، وكل من ينتسب لهذه العائلة الكريمة الطيبة وللوالدة الغالية -حفظها الله وأطال عمرها- أم سيد علوي، وإخوانك الكرام وجميع محبيك.

وأعظم الأجر أيضًا لوالدتي الغالية الحنونة أم حسين الدخيل؛ لأنها تعد أبا حسين أحد إخوانها.

أم سيد علوي علمت الوالدة وهي صغيرة القرآن الكريم والقراءة الحسينية حتى أصبحت الوالدة ملاية، فكانت أم سيد علوي معلمتها وهي بمثابة والدة لوالدتي، وأولادها إخوان لها وبناتها أخوات لها، وأصبحت الوالدة قريبة جدًا من هذه العائلة والبيت الطيب المؤمن حتى يومنا هذا.

رحمك الله يا أبا حسين برحمته الواسعة وحشرك مع محمد وآله الطيبين الطاهرين ورحم الله من يقرأ له ولجميع المؤمنين والمؤمنات الفاتحة.



error: المحتوي محمي