حكاية ورقة.. 32

مايزاال الشعر وعاءً فنيا يمنح الحياة متعة كونية
وثراء زاخرا..
ومن هبات الشعر أنه يداعب لحظات الأنس.. بكلمات فكاهية تارة، ومدهشة تارة أخرى..
ومن ذكريات الشعر الأولى..
وفي ردهات الجامعة اليافعة
انتشرت بعض النصوص المستطرفة، موضوعا وصياغة
أسجل هنا ما وجدته من قصاصات ورقية
ومعي قصاصتان

** القصاصة الأولى.. بيبسي كولا
لشاعر مجهول..

إذا الإجهاد أورثَك الخمولا
وصار الجسمُ مرتخيا كسولا

لتنتعشَ القوى والجسمُ يصحو
عليك بجرعةٍ من “بيبسي كولا”

دار هذان البيتان على كل لسان.. وأصبحا يشنفان الأسماع للفكاهة حيث تستأنس بها النفوس
وليست دعاية لأي منتجٍ ولكنها رفاهية الشعر وترويح الخاطر..
**المقطوعة الثانية الأفلام الكرتونية..
لشاعر نجهله أيضا منذ والتي نحتفظ بها منذ أكثر من 25سنة..
وهي تذكر أسماء أبطال الأفلام الكرتونية.. منهية بحكمة الحفاظ على الوقت وتعالي الإسلام

والتي جاء فيها..

بدأتُ وإن بدأتُ فلن أطيلا
وهل تخشى السنافر شرشبيلا
” سنانٌ” ما رأى زعبورَ إلّا
رأى شرًا بمقلته وبيلا
و”بشارٌ” مضى في البحثِ دهرًا
لقاء الأمِّ يبدو مستحيلا
و”لوسي” صادفت عزًا وفقرًا
فهل ترضى لأسرتها بديلا
“فلونا” عندما بحثت بجدٍ
عن الإنقاذ قد عانت طويلا
و”لينا” لازمت “عدنان” حتى
زعيم الظلمِ أردوه قتيلا
و”نعمان” بشهرته غبيٌّ
فقد رسم المثلث مستطلا
“جريندايزر” متى انطلقت حروبٌ
سيرجع ظافرًا يقصي الذليلا
و”بباي” الذي يضحي ويمسي
على أكلِ السبانخ قد أُحيلا
….
رسومُ تبعثُ البسماتِ لكن
أرى آثارها فرحا ضئيلا
وتسرق أكثر الأوقات منا
ولا تبقي لنا إلا قليلا
فهبوا للهدى ودعوا التواني
فما كالدين يستهدي العليلا
فمن رام العلا وجنان عدنٍ
سيسقطُ ظهره حملا تقيلا
وإن تبعَ الرسول وآل بيتٍ
مصابيح رأى ظلا ظليلا
فإن الله قد صلى عليهم
فصلوا واطلب أ صبرا جميلا
وأستذكر لهذه القصيدة حادثة لطيفة، حدثت لنا ونحن قافلين من الرياض للقطيف في عربة القطار
كنا نترنم بقراءتها ونتفاكه الحديث حولها طوال الرحلة التي استغرقت أربع ساعات متواصلة تخللها الكثير من التعليقات الرائقة والممالحات الرقيقة
وحين قرب موعد انتهاء الرحلة
جاءنا شخص كان يجلس بالقرب منا، وقال لنا بعد التحية وبكل أدب لقد استمتعت بكل مادار بينكم من حديث حول أبيات القصيدة وقد راقت لي كثيرا، فهل تتفضلون على بها
فرحبنا به وأعطيناه نسخة منها..




error: المحتوي محمي