بنسيج الدمع

أُسطر خاطرتي هذه بعد أن جف قلمي عن الكتابة منذ فترة، إلا أن فقد أناس أثار مشاعري وسال حبر قلمي مجددًا، فها أنا “بنسيج الدمع” الذي ينهمر من عيناي ويذرف لوعة وحسرة وانشطار القلب توجعًا وألمًا ولوعة لأناس فارقوا هذه الحياة دون مناص ودون أن نودعهم وداع مفارق على أمل اللقاء بهم مجددًا، وتعلقت حينها بهم أرواحنا لنقاء أرواحهم وطهارتها.. فها هي الأقدار تفجعنا كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل عام برحيل من نعزهم ونحبهم ونتعلق بهم.. فها هي الأقدار تجدد لنا الأحزان بفقد روح وريحان وجنة نعيم؛ الزكية الزاكية والسيدة العلوية سليلة الأطهار وخادمة العترة الأبرار “زكية نصيف” كان لقائي الأخير بها قبل سفرها بأسبوع، ويهمس في أذني طلب الدعاء لها بالشفاء فكانت تتوجع ألمًا من شدة المرض.

زكية هي الآن في ذمة الله وبعرش السمو تسمو روحها كما سمت وارتقت لأهل الأرض بمحياها وببسمها الضاحك بوجنتيها، رغم الألم المتجسد بحنايا ضلوعها والمرض الذي أخذ مأخذه من جسدها، فإنها المؤمنة الصابرة والمحتسبة الأجر والثواب والطهر والنقاء لتلقى ربها صافية ومحبة للقائه سبحانه وهذا ما يليق به، وهذا ما تستحقه من رفعة ومنزلة نظير خدمتها لأهل البيت “ع”، وأخلاقها، وسماحة نفسها، وسمو أخلاقها، فعلى الرغم من قصر معرفتي بها واحتكاكي القليل فإنها رسمت بصمة حب وانجذاب لشخصها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سمو روحها، فالجميع ضج بوسائل التواصل لإعلان فقدها وعدها خسارة في حقهم لا تعوض، فلا نحتسبها إلا بجوار من أخلصت محبتها لهم وخادمة لمجالسهم.

“زكية نصيف”
كان لها النصيب الأوفر والأكبر من اسمها، حيث زكت نفسها وأنصفت حق الله في ذاتها لتحظى بالمكانة الرفيعة -إن شاء الله- في جنان الخلد مع أجدادها محمد ﷺ وآله الأطهار، ونحتسب الأجر والثواب والصبر لذويها في فقدها وأن يربط على قلوبهم برباط الصبر، ولخلفها ونسلها الصلاح وأن يكونوا من بعدها امتدادًا لتخليد ذكرها، ولها بالجنة ونعيمها.

فرحمك الله أيتها العزيزة العلوية “زكية نصيف”.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعظم الله لنا ولكم الأجر جميعًا؛ عائلتها، أحبتها، وكل من عاشرها وأحبها وأحبته في الله ولله.

ولروحها ولأرواح أسلافها ومن مات على الإيمان السورة المباركة الفاتحة.



error: المحتوي محمي