بين جنبات مُتحف فتحي البنعلى بدارين، وقف الفنان عبد العظيم الضامن، بمعطفه الأبيض الذي تزاحمت فيه الألوان، يستقبل الحضور في مبادرته التطوعية “بالفن والتراث نسمو”.
وشهدت المبادرة التي نظّمها مرسم المحبة والسلام للفنان يوم السبت 14 جمادى الآخرة 1444 بالتعاون مع هيئة التراث بالمنطقة الشرقية، حضور نُخبة متنوعة من الفنانين والفنانات وجمع من الأهالي الذين استمتعوا بالرسم الحر المباشر في الهواء الطلق، وأجواء المتحف ولوحاته المعبرة عن تاريخ عريق ممتد الجذور، والتي كان من بينها لوحة للفنان “الضامن” رسمها قبل 20 عامًا لقصر الفيحاني بدارين.
وهدفت المبادرة إلى إبراز الملامح الجمالية لتراث المنطقة الشرقية من خلال الفن، وتسليط الضوء على مواطن الجمال في المواقع التراثية التي تغطيها، ولفت الضامن إلى أنه ينوي التواجد في مناطق تراثية متعددة بشكل أسبوعي على مدار فصل الشتاء للاستمتاع بالأجواء الشتوية الرائعة.
دعم كامل
وأوضح “الضامن” أن هذه المبادرة تأتي بدعم كامل من مرسم المحبة والسلام، وقال: “لقد قمنا بتأمين جميع المستلزمات الفنية من ألوان وفرش وقوائم ولوحات؛ لدعم الموهوبين واكتشاف مواهبهم في إطار مبادرتنا المهتمة بالتراث”.
حضور مُميّز
وذكر “الضامن” أن أبرز ما تميّزت به هو رسم الأعمال الفنية التراثية سواء في هذه المبادرة أو في المبادرة التي سبقتها، معربًا عن سعادته بالحضور المُميّز والكبير الذي شهده المُتحف سواء من المشاركين أو المتابعين من كافة مدن المحافظة إضافة إلى الدمام والخبر والظهران.
مشاركة متنوعة
وشارك في المبادرة 8 فنانين وفنانات، حيث شارك في كل مبادرة مجموعة مختلفة من الفنانين لضمان استمرارية وقوة المبادرة، منوهًا بأنه كان هناك العديد من العائلات والذين لديهم الرغبة في المشاركة وتعلم فنون الرسم بمساعدة الفنانين الذين قدموا لهم كل الدعم والتعليم والإرشاد.
الفن والتراث
وتحدث “الضامن” عن العلاقة بين الفن والتراث، وقال: “هناك علاقة جميلة ورائعة يمكن الاستفادة منها لتسليط الضوء على التراث وربطها بالسياحة الوطنية من خلال الفن”، متابعًا: “بدأنا جولتنا من حي الديرة ثم كانت محطتنا الثانية قلعة تاروت، ونتواجد في متحف فتحي البنعلي بدارين”.
“عندي إيمان كبير بأن رسالة الفن مداها بعيد، فهي رسالة بلا حدود أو أسوار”، بهذه الكلمات استكمل “الضامن” حديثه عن الفن، مضيفًا: “إنه سيسهم في الارتقاء بالوطن، فاللوحة التي تُرسم لمكان أو موقع أو لتبرز فنًا من الفنون سواء الفنون الأدائية أو المعمارية تعطي دلالة كبيرة للملتقى بقيمة المكان التي تحتاج منّا أن نجتهد سويًا لتسليط الضوء عليها، ولاسيما المواقع التراثية”.
مسابقات وأركان
وتضمنت المبادرة عدة مشاركات من قبل الزوار ومن بعض الفنانين والفنانات المشاركين، إضافة إلى ركن الرسم على الوجوه، وركن المسابقات الترفيهية برعاية فريق دارين التطوعي، و12 مشاركًا من كشافة رسل السلام الذين شاركوا في تنظيم المبادرة، وركن صحي كمبادرة من أحد المجمعات الطبية؛ لفحص السكر لزوار المتحف والمتزامنة مع حملة وزارة الصحة (اعرف أرقامك) الهادفة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة.
آراء المشاركين
من جانبه، أعرب الفنان حسن آل خيري، أحد الفنانين المشاركين في المبادرة، عن سعادته بانضمامه لها، قائلًا: “سعدنا اليوم بالفن الجميل الممزوج بعبق التاريخ وأضفنا على الشتاء ألوان الربيع وشاركنا الأطفال فرحتهم بالرسم وتلوين لوحاتهم في الهواء الطلق”.
شكر..
واختتم “الضامن”، حديثه متوجهًا بالشكر لفتحي البنعلي الذي استقبل المبادرة بكل حب وكرم، حيث قدم الضيافة لزوار المتحف، كما تقدم بالشكر لصحيفة «القطيف اليوم» على تواجدها دائمًا في هذه المبادرات، مستطردًا: “إنني فخور وسعيد بهذا التواصل الجميل من قبلهم وكذلك الإعلاميين المشاركين معنا في كل المبادرات التي تخدم الوطن الغالي”.