أرجع المرشد الأسري الشيخ صالح آل إبراهيم السبب في العديد من المشاكل الزوجية إلى نقص المعرفة بفقه الحياة الزوجية عند كثير منهم، مؤكدًا أنه أحد الجوانب المهمة التي يحتاجها الطرفان وتكوين ثقافة خاصة بها.
وذكر أن معرفة فقه الزواج تكون بتشكيل رؤية مشتركة بين الزوجين وتجنّب الوقوع في الخلافات الزوجية وتقليل نسبة الخلافات الزوجية والحد من حالات الطلاق وتحقيق التوافق والسعادة الزوجية، مشيرًا إلى الآثار المترتبة على عقد الزواج من استحقاق الزوجة للمهر وحلية الاستمتاع وقوامة الرجل والنفقة للزوجة وأيضًا ثبوت النسب والمصاهرة والميراث للولد.
ووصف الزواج بأنه علاقة مقدسة ذات ميثاق غليظ وآية من آيات الله عز وجل وسُنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وسبب لإحراز نصف الدين، منوهًا بأن القيام بشؤون الزواج عمل يترتب عليه الثواب الإلهي وأن الطلاق أبغض شيء إلى الله.
وبيّن أن الحقوق بين الزوجين تنشأ بمجرد إبرام عقد الزواج ونشوء الحياة الزوجية بدخول الزوج بالزوجة، مؤكدًا أن الزوجة لها حقوق على زوجها تقابلها واجبات لزوجها عليها هي حقوقه عليها في مقابل واجباته تجاهها، مشيرًا إلى أن حق الطاعة يتضمن بتمكين الزوجة نفسها لزوجها للاستمتاع بها والإقامة والسكن معه في بيته وعدم التصرف في ماله وبيته دون إذنه، إضافةً لعدم القيام بأي عمل ينافي حقه في الاستمتاع.
وتناول “آل إبراهيم” حق الزوجة على زوجها من النفقة والمعاشرة بالمعروف وكذلك المبيت، لافتًا إلى آداب العشرة الزوجية.
وأوضح أن الشرع لم يحدد مقدار النفقة الواجبة للزوجة من حيث الكم أو الكيف، بل أوكل ذلك إلى العرف فكل ما يراه العرف لازمًا للنفقة فهو منها، والضابط العام في الإنفاق أن يقوم بتوفير ما تحتاج إليه الزوجة ويكفيها في معيتشها من سكنٍ مناسب وطعام كافٍ وكسوة لائقة وغير ذلك حسب ما هو متعارف عليه من حياة مثيلاتها من الزوجات، وليس على أساس الحد الأدنى من مستوى الكفاية فقط، بل مع مراعاة شأنها ووضعها الاجتماعي وفي حدود إمكانيات الزوج.
وتطرق بالحديث عن آداب تعامل الزوج مع الزوجة والذي يكون بالجلوس معها وخدمتها واللطف بها والإعراب عن الحب لها وتفهم طبيعتها، مشيرًا إلى أن حسن التبعل للزوج ومودته ومحبته والقناعة بما عنده واتباع مرضاته واستقباله والترحيب به من أهم آداب تعامل الزوجة مع زوجها.
واختتم “آل إبراهيم” المحاضرة التي نظمها البيت السعيد بصفوى قائلًا: “الزوجان اللذان ينشدان السعادة الزوجية والاستقرار العائلي عليهما تعلم الأحكام والآداب الشرعية المرتبطة بالحياة الزوجية في مراحلها المختلفة، منذ بداية تأسيسها وحتى انحلالها، مستندًا على ذلك كما جاء في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين عليه السلام: لا يسعد أحد إلا بإقامة حدود الله، ولا يشقى أحد إلا بإضاعتها”.