لعل من الأمور الملحوظة في الحوزة العلمية عناية أساتذتها بطلابهم ومتابعة شؤونهم العلمية والمعيشية .. تأمل معي ياعزيزي المواقف الآتية واحكم بنفسك:
– الموقف الأول في أيام دراستي في مدينة قم المقدسة عند سماحة السيد منير الخباز في مثل أيامنا الشتوية هذه، كل الطلبة في ذلك الدرس وبطبيعة الحال يرتدون العباءات الشتوية ( البشت ) إلا أنا كنت ارتدي العباءة الصيفية، انتهى الدرس وانصرف الطلبة أشار لي سماحة السيد بالبقاء وبادرني قائلا: أنا أعلم بوضعك المادي، وهذا المبلغ لتشتري لك عباءة شتوية، وفعلا ذهبت للسوق من أجل الشراء، ولكني تفاجأت أن المبلغ لا يكفي !! وفي النهاية اشتريت عباءة ربيعية تفي بالغرض، هذا موقف.
– والموقف الثاني : في مدينة قم المقدسة مع سماحة السيد ايضا حيث أوصل لي مبلغ هدية من إحدى حملات الحج في المنطقة أزال عني ضيقا كنت أمر به.
– والموقف الثالث : هنا في بلدنا، وفي الفترة التي مررت فيها بوعكة صحية شديدة، رقدت على إثرها في المستشفى حوالي الشهرين ثم ذهبت بعد ذلك للعلاج خارج البلاد في هذه الفترة العصيبة أوصل سماحة السيد لأسرتي مبلغ اخرجهم من ضائقة شديدة، اسأل الله أن يخرجه من كل ضيق وأن يفتح له أبواب رحمته.
بين الشعر والعلم
في مدينة قم ايضا في يوم من الأيام وبعد انتهاء الدرس وذهاب الزملاء قال لي سماحة السيد : يعجبني وضعك الدراسي إلا أن لي ملاحظة على اهتمامك الكبير بالشعر، فلو تخفف من هذا الاهتمام، وتفرغ نفسك للعلم ليكن تحصيلك العلمي أحسن وأضبط.
قلت له : إن شاء الله اخفف.
ولكن وبعد أسبوع تقريبا قال لي: جلسنا في مؤسسة آل البيت عليهم السلام مع الشاعر الشيخ جعفر الهلالي فقال لي : تعرف الشيخ علي الفرج قلت : نعم يدرس عندي. فقال : أوصل له مني توصية أن يهتم بالشعر، وقل له : أن الشاعر الجواهري نضج في الشعر ونضج في العمر، لكن هذا الشاعر نضج في الشعر قبل أن يصل إلى عمر الجواهري، فانصحه أن يهتم كثيرا بالشعر.
وخطر في بالي، احترت الآن أي الرأيين اتبع؟!
ثم أردف سماحة السيد قائلا :اهتم بالشعر، ولكن وازن بينه وبين العلم.
هذه هي اليد الحانية للأستاذ تتحسس أحوال طلبته.
وهناك قصص كثيرة لاتناسب النشر وان كانت أحداث مهمة .
الشيخ جعفر بن عبد الحميد بن إبراهيم الهلالي الإحسائي البصري، (1927 – 27 مايو 2019) (1346 – 23 رمضان 1440)
عالم وأديب وخطيب وباحث ومحقق وشاعر، ولد في البصرة من أسرة يرجع أصلها إلى الإحساء
انتسب إلى كلية الفقه بالنجف بعد افتتاحها، وتخرج منها 1963، وحصل على البكالوريوس في العلوم العربية والاسلامية.
من مؤلفاته :
* الملحمة العلوية، 1988، تقارب 1200 بيت.
* معجم شعراء الحسين عليه السلام، جزئين.
* أبو العلاء المعري : الشاعر الحكيم والفيلسوف الزاهد
* منهج ديكارت
* الأذواء والأذوات
* الأدب العربي في الأحساء
* ديوان شعري