تواصل المملكة العربية السعودية دومًا سعيها إلى دمج حقوق ذوي الهمم ضمن خططها الوطنية تماشيًا مع رؤية 2030، ومعالجة كل الصعوبات التي تواجه الأسرة أولًا والمجتمع ثانيًا وتقديم البرامج التوعوية والاستشارات والخدمات التي تحتاجها هذه الفئة الغالية علينا، والذين يملكون من الإلهام والعزيمة والإصرار ما لا يملكه الكثيرون، وفي هذا الصدد يوضح أ. محسن آل عمران اختصاصي التربية الخاصة في مراكز غصون المستقبل للرعاية النهارية موضوع التواصل مع المجتمع وذوي الهمم.
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
يعد دور المجتمع تجاه ذوي الهمم مهمًا للغاية ويلعب هذا الدور من خلال: أولًا: أن يتعامل المجتمع مع ذوي الهمم بشكل طبيعي لا على أنهم ناقصون أو أنهم عبء على المجتمع.
ثانيًا: تكاتف المجتمع ككل لتوفير جو مناسب نفسي واجتماعي لاستيعاب الأشخاص من ذوي الهمم.
ثالثًا: تقديم كل التسهيلات من قبل المجتمع للأشخاص من ذوي الهمم في جميع المراكز والمحلات.
رابعًا: على المجتمع إشراك الأشخاص من ذوي الهمم في سوق العمل حسب قدرة كل فرد منهم.
خامسًا وأخيرًا: أن يعترف المجتمع بذوي الهمم على أنهم عنصر لا يتجزأ من المجتمع.
ومن منظور الأسرة، فهي تعد أول مؤسسة اجتماعية تربوية تستقبل الطفل من ذوي الهمم وتحتضنه، ونظرًا لذلك فإن الأسرة عندما تنجب طفلًا من ذوي الهمم تمر عادة بسلسلة من الأزمات وردود الأفعال التي لم تكن تتوقعها أبدًا وهنا يقدم أ. محسن آل عمران عدة نصائح للأسرة بدءًا بالتقبل، فهنا على الأسرة الاقتناع والتقبل بأنها الآن أصبح لديها واجب أبوي وأخلاقي وديني ونفسي تجاه هذا الفرد ومساعدته وحمايته وتعليمه؛ ما يمكن من خلاله أن يخدم نفسه والآخرين ويبذل أقصى جهد ممكن في التدريب والتعليم على ممارسة المهارات الحياتية اليومية كتناول الطعام وارتداء الملابس والنظافة الشخصية ومشاركة الأسرة للطفل المهام المنزلية البسيطة التي تناسب قدراته وتجنب أسلوب المقارنة مع أي فرد من داخل أفراد الأسرة أو خارجها لإثارته أو زيادة دافعيته للإنجاز، وهنا أيضًا ركز الاختصاصي على الابتعاد عن الحماية المفرطة والخوف والتدليل الزائد؛ لأنه قد يعوق لديه عمليات التعلم والمشاركة والمواجهة والاستقلالية، كما أنه يجب الوضع في الاعتبار أن واقع هذه الإعاقة هو أمر مستمر وليس مؤقتًا ومن المهم عدم إصغاء الأسرة والانصياع وراء آراء بعض الأقارب والأصدقاء حيث يجب اتباع إرشادات وتوجيهات الأطباء والاختصاصيين والفريق العامل مع الطفل والتواصل المستمر معهم وإعلامهم بأية مستجدات ومعرفة كيفية التعامل معها.
وفي الختام، لعله قد اتضح لنا وبصورة مؤكدة، أنه يمكن من خلال رعاية الأسرة والمجتمع وتنميتهما لذوي الهمم، أنه يمكن توفير الخدمات التربوية والنفسية والاجتماعية والترفيهية كافة لهم وللأفراد المهمين في حياتهم، والذين يتعاملون معهم بصورة مستمرة وفعالة؛ مثل الآباء والأمهات وزملائهم والمجتمع بشكل عام والوصول إلى رؤية إيجابية للحاضر والمستقبل.