في التوبي.. اختصاصيون: ليكون ابنك قائدًا تفاعل معه باللعب منذ الصغر

قاد ثلاثة من الاختصاصيين 40 شخصًا نحو الطرق التي تعزز الإبداع عند الطلاب والطالبات من خلال الوسائل التربوية والتعليمية التي تستخدم في التعلم النشط.

جاء ذلك في ورشتي العمل التفاعليتين “أهم حاجات الطفل في الأسرة” و”الوسائل التعليمية” واللتين نظمتهما جمعية التنمية الأهلية بالتوبي يوم الجمعة 6 جمادى الآخرة 1444 بقاعة كبار السن بمقر جمعية التنمية الأهلية بالتوبي، مستهدفة الأبناء والأمهات والمعلمين والمعلمات المدارس ورياض الأطفال.

وأكدت ورشتا العمل على أهمية ممارسة الوالدين اللعب مع أبنائهم، والتفاعل مع تجاربهم العملية وصنع الألعاب التعليمية معهم بطرق سهلة ومن أبسط الخامات المتوفرة في البيئة، وذلك لما لمشاركتهم الجماعية من دور مهم في تعزيز وتوظيف مهارات أبنائهم وصقل خبراتهم وقدراتهم العقلية، مع رفع وعيهم النفسي والأسري والاجتماعي، والذي يساعدهم على تكوين وبناء شخصيات قيادية مستقبلًا.

وقدم ورشة العمل “أهم حاجات الطفل في الأسرة” الدكتور الاختصاصي في تربية حركية للطفل مازن الجصاص، فيما قدم اختصاصي التربية الخاصة إعاقة عقلية منير الشيخ ورشة “الوسائل التعليمية”، بالإضافة لمشاركة اختصاصية الشباب والطفولة تقوى البحروني من تونس بمداخلة حول “أهمية اللعب داخل الوسط الأسري ودوره في تنمية قدرات الطفل” عبر البث المباشر.

وأكد الدكتور مازن الجصاص خلال ورشته على أهمية توفير ثماني حاجات رئيسية يحتاجها الطفل في الأسرة منذ ساعة ولادته، تعزز تكوين شخصيته السوية وهي؛ حاجته للتقدير الاجتماعي وإيجاد مكانة اجتماعية داخل الأسرة، وحاجة الطفل للاستقلالية مع وجود حاجته إلى وضع معايير لسلوكياته التي يمارسها، وأوامر توجّه له لتنفيذ هذه السلوكيات، كما أنه لابد أن يكون للطفل هدف يسعى له، بالإضافة إلى حاجته للاحترام، والتعبير عن الرأي، وأخيرًا حاجته لممارسة اللعب الذي يساعده على تحقيق جميع هذه الاحتياجات.

وتطرق الجصاص في حديثه إلى المراحل الأربعة التي يمر بها الطفل في بناء شخصيته، والتي تبدأ بمرحلة الثقة التي تتولد في عمر السنتين، ثم مرحلة الاستقلال وتبدأ من بعد العامين إلى خمس سنوات، تليها مرحلة تحقيق الأهداف والتي تكون بين (6 – 9) سنوات، وأخيرًا مرحلة التكوين التي تسمى مرحلة الثبات حيث تبدأ معالم شخصية الطفل تظهر بوضوح، مبينًا فيها أثر ذلك على ذاته وما هي سمات كل مرحلة.

من جانبها، شددت الاختصاصية تقوى البحروني على أهمية ممارسة الطفل للعب منذ اليوم الأول لولادته داخل الوسط الأسري لتنمية واستغلال الطاقة الحركية والذهنية التي يمتلكها، لتحقيق المتعة والتسلية، منبهةً إلى أهمية أن يكون هذا اللعب موجهًا لتعليم بعض المفاهيم والقيم الإنسانية، لما لها من دور في تنمية الحركة الدقيقة للطفل وتعطيه دافعًا لعلاج المشاكل النفسية من خلال التفاعل النفسي مع الأسرة.

وانتقدت سعي الكثير من الآباء والأمهات لتعليم الطفل الكتابة والقراءة منذ السنوات الثلاث الأولى من عمره، كونهم يحبون أن يكون أبناؤهم متعلمين ويغفلون عن تربيته ليكون قائدًا، يحتاج للحنان ومشاركته اللعب، أكثر من حاجته للتعلم، وبالأخص اللعب بالألعاب التي يصنعها الطفل من خامات البيئة التي تعزز نموه وقدراته بشكل عالٍ.

واستعرض الاختصاصي منير الشيخ في ورشته عددًا من الوسائل التعليمية التي تساعد على تنمية مدارك الطفل العقلية، ومهاراته الجسمية، وكذلك زيادة التركيز والانتباه، وتنفذ بمشاركة والدية، والتي تختلف باختلاف القدرات الجسمية والعقلية من طفل لآخر، والتي أظهرها من خلال المسائل في الكتب التعليمية، بالإضافة إلى استخدام خامات البالونات، والشريط اللاصق، وسجادة الحروف، والأنابيب.

وأوصى الدكتور الجصاص في إجابته عن مداخلات الحضور على ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، وجعل حاجة اللعب عند الطفل من الحاجات الأساسية التي تؤهله ليكون قائدًا في المستقبل، كما أكد على تعزيز قنوات التعلم عند الطفل بالممارسة عبر الحواس وفي مقدمتها السمع والبصر، ويسبق ذلك ضرورة التعرف على الذكاءات التي يتمتع بها الطفل ومن ثم معرفة القناة التي توصل المعلومة ويكون ذلك بالتعاون بين الأسرة والمدرسة وهي؛ الذكاء الحركي، والعاطفي، والنفسي، والذكاء السمعي، والذكاء الاجتماعي.

وفي ختام اللقاء، كرّم المشاركون الاختصاصي منير الشيخ والدكتور مازن الجصاص، ووجه مدير جمعية التنمية الأهلية بالتوبي حسن آل غزوي الشكر لهما وللاختصاصية تقوى البحروني، على ما قدموه من معلومات تعزز الأداء في مسيرة التعليم من قبل الوالدين وكذلك المهارات المهنية للمعلمين والمعلمات.




error: المحتوي محمي