عندما تغير الطقس، من الممكن أنك قلتَ في سرك: فرصة جيّدة لكي نشتري ونجدد ملابس الأطفال والعيال، هنيئًا لك ولهم! أنا عندما كنت صغيرًا كنت أحلم بملابس جميلة ودافئة في الشتاء كما يحلم الأطفال الآن! أيام علمتنا أن نقول: الحمد لك يا رب، أعطيتنا وأكثرتَ من العطاء!
وَرِيشاً
يتنوع ريش الطيور في الجمال والحلاوة وتتنوع ألبسة البشر. ألبسة تخفي عيوب البدن، تجعل الجميلَ يبدو أجمل والأقل جمالًا تجعله جميلًا. من المؤكد أن القارئ الكريم يلاحظ – خصوصًا في فصل الشتاء – الألوان الجميلة التي يلبسها الذكور والإناث على حدٍّ سواء، أقمشة جميلة ورائعة. لذلك لا بدّ أن يكون سعرها مرتفعًا جدًّا مقارنة بغيرها من الأقمشة. وفي الصيف الألبسة الفاتحة اللون الخفيفة الوزن.
هذه التوطئة من أجل أن أقول لكم: هناك ملابس أهمّ كثيرًا من هذه الملابس! ملابس لا تكلف مالًا، لكنها أغلى من الملابس والمجوهرات! هي الملابس التي تلبسها أرواحنا دون أن نراها. أوف، وهل الروح لها ملابس؟
وَلِبَاسُ التَّقوى ذَلِكَ خَيْرٌ
اللباس يحفظ البدن من الحرّ والقرّ، ويستره من العيوب ويزيّنه، والتقوى تستر عيوبَ الإنسان وتقيه من الانحراف. لباس هيبة وزينة ووقار، ويجعل من شخصية الإنسان – ذكرًا أو أنثى – شخصية رفيعة المستوى وجذابة.
التَّقْوَى: الخشيةُ والخوف
صفة جاء فيها من الآيات والأحاديث الكثير، ولكي لا تطول الكتابة يمكن البحث عنها ببساطة. صفة مدَحها الإمام عليّ (عليه السلام): “إن التقوى أفضل كنز، وأحرز حرز، وأعزّ عز، فيه نجاة كل هارب، ودرك كلّ طالب، وظفر كل غالب”. ولكي لا أتكلم بلغةٍ خشبيّة خارجة عن سياق الزمن، أدّعي أن التقوى فيها احترام النفس – self respect – فإذا شعرت بقيمة ذاتك خفتَ من أن تعصي الله فيعاقبك، وخفتَ من مخالفة القانون لكي لا يعاقبك السلطان، وخفت من التجاوز على النّاس لكي لا يعيبونك أو يهينونك!
وصفة بسيطة
أطع الله في السرّ والعلن، عامل النّاس كما تحبّ أن يعاملوك، واحترم القانون! هذه أرقى درجة من التقوى، لا أقل ولا أكثر!
أما عن الملابس والشتاء فإذا كنتَ في هذا اليوم السبت – آخر يوم في السنة 2022م – تنظر من نافذتك؛ الطقس غائم وأنت دفآن ثم رأيت عيالك تنعكس على وجوههم ألوانُ الفرحةِ والبهجة، احمد الله على نعمه، فإن فصل الشتاء الجميل عندنا، هو من أقسى الفصول وأشدها عند غيرنا. نحب فصل الشتاء؛ البرد، الملابس الجميلة، زخات المطر المتوقعة في هذه الأيام، أكل الشتاء، لكنه من أقسى الفصول على الفقراء والمعوزين!