«سوق عكاظ» يعود في أم الحمام.. أطفال ينسجون حكايات التاريخ والأدب احتفاءً بلغة الضاد

أعاد أطفال أم الحمام، ذاكرة الزمن إلى الوراء، وتوغلوا في عمق التاريخ، بعد أن وقفوا وهم يرتدون أزياء تراثية، أعادت مشهد الحياة قديمًا في سوق عكاظ -أحد الأسواق الأدبية التاريخية- بمشاهد تمثيلية، حاولوا فيها محاكاة كبار شعراء المعلقات، وأساطين الشعر العربي القديم.

وأبهر الأطفال الحضور وهم يلقون الفنون الأدبية من الشعر والنثر والكلمات بلغتهم العربية الفصيحة، في مشهد يحاكي ماضيًا تليدًا وحقبة زمنية تتقلب فيها صفحات التاريخ، كما يظهر جانبًا في تطور أساليب التعليم وتنوعها في المدرسة عبر استغلال هذه المناسبة السنوية.

جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمتها مدرسة جعفر الطيار الابتدائية بأم الحمام، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، والذي حمل شعار “سوق عكاظ لتعزيز لغة الضاد”، والذي يهدف إلى تعزيز التخاطب اللفظي، وتوثيق صلة الطلاب بلغتهم العربية الفصحى تعليمًا وممارسة، وعدم الاكتفاء بمدحها فقط.

وتضمنت الفعاليات عدة أركان هي “شعراء المعلقات” من خلال إلقاء بعض الأبيات من المعلقات، و”فن الخط العربي” الذي يتناول تطور الكتابة والتعليم والخط، وركن “حكم وأمثال”، وركن “الوالي مع أشعب والأصمعي”، وركن “فصاحة وبلاغة الأطفال” الذي يعرض مشهد حظر التجوال بين الحرس والأطفال، وركن إلقاء خطبة قس بن ساعدة.

وافتتح الفعالية مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف عبد الله بن علي القرني، يوم الإثنين 25 جمادى الأولى 1444هـ، بحضور المساعد للشؤون التعليمية عبد السلام الشهري، وعدد من رؤساء الوحدات والشعب والمشرفين التربويين.

وتجول مدير المكتب بين أركان المعرض، والذي ضم عدة أركان وهي؛ شعراء المعلقات، فن الخط العربي، حكم وأمثال، وفصاحة الطلاب وبلاغتهم.

واستمع “القرني” إلى شروحات الفعاليات والقصائد الشعرية والمشاهد التمثيلية التي تقمصها الطلاب، وسلطت الضوء على إبراز أهمية اللغة العربية من خلال استحضار شعر المعلقات، وعدد من الشخصيات؛ مما عكس جماليتها وبلاغتها.

وأبدى “القرني” -في ختام جولته- إعجابه، مشيدًا بما شاهده من فعاليات وما احتوته من أركان متنوعة تعزز قيم اللغة العربية وعمقها، مثمنًا جهود مدير ابتدائية جعفر الطيار عبد الله بن منصور آل رضوان، ورائد النشاط عبد الله بن أحمد آل جبر، وطاقم الهيئة الإدارية والتعليمية والطلبة في الإعداد والتنظيم للفعالية التي تتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية.

من جانبه، قال المساعد للشؤون التعليمية “الشهري”: “إن الفعاليات تأتي امتدادًا لترسيخ هوية اللغة العربية واستشعار الطلاب لأهميتها وتعزيز مكانتها في تاريخ الحضارة البشرية، موجهًا شكره وتقديره لكل من أسهم في إنجاح الفعالية، ومتمنيًا للجميع دوام التوفيق والنجاح.

ويقام المهرجان في الفترة من يوم الإثنين 25 جمادى الأولى 1444هـ، وحتى يوم الخميس 28 جمادى الأولى 1444هـ، يتم خلالها استقبال المدارس الزائرة وأولياء الأمور.

وذكر رائد النشاط ومخرج العرض عبد الله آل جبر، أن المهرجان أقيم بغرض الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، كما أنه يهدف إلى تعزيز الطلاقة، والتخاطب اللفظي، وقيم الموروث الثقافي والعربي، بالإضافة إلى اكتشاف مواهب الطلاب وإبراز قدراتهم الإبداعية والفنية.

من جهته أكد مدير المدرسة عبد الله آل رضوان، على تميز أنشطة المدرسة وبرامجها الهادفة، وأهمية دعمها للتمثيل المشرف للمدرسة على مستوى المنطقة، معربًا عن شكره المشرفين على تدريب الطلاب، وكذلك الداعمين وأولياء الأمور لتشجيع أبنائهم للمشاركة في حفظ القصائد الشعرية وفنون الأدب.






error: المحتوي محمي