الله أكبر! حتمًا إنك تعلمين جيدًا ما خبأته لك الأقدار! لقد شاءت الأقدار لك أن ترحلي بصمت، وبلا صوت وبهدوء وبلا مقدمات، رغم أن روحك قد أسلمت لبارئها وأنت في بيت والدتك، ولكن ألم تشفع لك صغيرتك “سارة” فحاجتها لك تفوق حدود السماء! ألم يشفع لك حنان والدتك وخوفها عليك! آه يا جرح والدتك النازف فكيف لها أن تهدأ وغيابك الموجع يستنزف صبرها!
يا إلهي، أتساءل بداخلي ما سر هذا الموت الذي يزداد بين حين وحين! لا أدري ماذا أكتب موت، موت، موت، إنه لا يتوقف! نعم فدموع الفاقدين المحزونين لا تجف! ولكن ما عساي أن أكتب عن من رحلت فجأة دون أوانها! وإني أقسم بالله، والذي في ذمته الفقيدة السعيدة الشابة سلمى، منذ أن سمعت صوت والدتها المكلومة كاد أن يخترق قلبي قبل أذني! والتي أشعرني بعدم القدرة على مواساتها، وأني عاجزة عن ترجمة أحاسيسها، حيث يغمرها البكاء لرحيل كريمتها “سلمى” الممزوج بالحزن والحسرة والحيرة.
آه يا سلمى هل رأيت والدتك وأحباءك وهم ملتفون حولك على غسلك؟ حيث البكاء والدموع والآهات، وبالأمس كان هناك من يحمل نعشك وينزلك قبرك! بالله عليك، لمَ رحلتي ولمَ خطفت نبض قلوب أحبابك عند الرحيل؟!
رحم الله الشابة “سلمى حسين الزاير” فقد جاء أجلها خاطفًا وغفت بسلام وحلّقت روحها في السماء، نعم حيث روحها لن تعوض حيث تركت مكانًا لن يملؤه أحدًا.
وللوالدة الثكلى: ضعي هذه الآية العظيمة نصب عينيك {وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ}.
وختامًا، عزائي ومواساتي للجميع دون استثناء.