من جزيرة تاروت.. بـ«مُخْتَلفُ المَلائِكة» زهراء الشوكان تنتقل من قافية الشعر إلى سرد القصة

انتقلت الكاتبة زهراء عبدالله الشوكان من نظم الشعر إلى سرد القصص؛ فبعد ديوانها “أُلَوِّنُ صوتَ المجاز” أطلقت مجموعتها القصصية “مُخْتَلفُ المَلائِكة”، والتي صدرت عن دار كلمات للنشر والتوزيع، وضمت بين دفتيها 61 نصًا سرديًا في 80 صفحة.

البداية وملتقى حكايا
نما حب القصة الولائية داخل “الشوكان” منذ زمن طويل، فبدأت بكتابتها وشاركت بها في مختلف المحافل والمناسبات، حتى أسست “ملتقى حكايا” الأدبي في عام 1436هـ، والذي احتل الجانب القصصي قسمًا مهمًا منه، حيث خصصت جزءًا من جهودها لتدريب الطاقات الأدبية النسائية على كتابة القصة بكل أصنافها، كما دأبت على تشجيع المتدربات على خوض تجربة كتابة القصة الولائية.

ومضة ولائية
لم يشبع الملتقى حب “الشوكان” للقصة الولائية، وظلت فكرة إصدار قصة بأسلوبها الخاص تراودها وتستحوذ على اهتمامها، فشرعت في ذلك وبدأت كتابتها قبل أكثر من 15 عامًا، حيث كان يصاحبها دائمًا دافع قوي يوحي لها بضرورة وجود قصة أدبية ولائية، خاصة مع وجود الكثير من الشعراء والقصائد الولائية، مقارنة بحضور القصة الأدبية الولائية، وبشكل خاص صنف الومضة القصصية أو القصة القصيرة جدًا.

مزيج
وصفت “الشوكان” شخصيتها الأدبية، خلال حديثها مع «القطيف اليوم» بقولها: “شخصيتي الأدبية هي نتاج مزيج أدبي وفني متنوع بين الشعر والقصة والفن التشكيلي”، مبيّنة أنها ترى أن الفنون بكل أطيافها تهدف إلى تحقيق المتعة الجمالية الخالصة، في حالة من الاتصال المثري، ويغذي بعضها بعضًا، ولذلك جاء انتماؤها لكتابها وحملت لوحة الغلاف ملامح ريشتها، وعبّرت عن إصدارها باليراع والفرشاة.

مجموعة قصصية
وأكملت “الشوكان” الحديث عن مجموعتها القصصية في هذا الإصدار، مشيرة إلى أنها تتناول حياة النبي محمد (ص) وآل بيته (ع)، وتظهر شخصية القاص الولائية بكل ما تحمله من انتماء، ومشاعر، وخصوصية، موضحة أن المجموعة تتناول هذا الجانب بشكل عصري منسكبًا في قوالب قصص قصيرة جدًا، تحمل لغة شعرية، وصورًا مجازية، وخيالًا يبعث في النص أبعادًا متسعة الأفق.

وأردفت بقولها: “طبيعة “مُختَلف المَلائكِة” الخاصة شكلت تحديًا استثنائيًا؛ بسبب موضوع المجموعة الفريد والخاص، ولكني استطعت تشكيل مشروعي المبتكر في هذا القالب القصصي القصير جدًا بشكل يبرز الفكرة ويحقق مقومات القالب الأدبي”.

عنوان مُميّز
وحول اختيارها لعنوان مجموعتها القصصية، أوضحت “الشوكان” أنه يعبر بشكل كبير عن قصصها باعتبار أن شخصيات النصوص المعصومة والنورانية هي شخصيات ذات صفات ملائكية، وأيضًا باعتبار أن ذكر الملائكة تكرر في القصص فهي أحيانًا إحدى شخصيات القصص التي تلعب دورًا مهمًا.

وفسرت تنفيذها غلاف المجموعة بريشتها، قائلة: “هكذا أكون أشبعت حاجتي للتعبير عن نفسي بشكلٍ أبلغ، وأضفت هوية مميزة وصلة شخصية لكتابي تجعله مرتبطًا بي أكثر”.

فضل وشكر
وفي الختام، وجهت القاصة الشكر لكل من ساندها أدبيًا سواءً بالنصح أو التشجيع، كما عبّرت عن امتنانها للدعم المعنوي الكبير الذي لاقته وخاصة من عائلتها، معربة عن تمنياتها أن يجد القارئ في مختلف الملائكة عروجًا ممتعًا إلى مساحات سردية عميقة، ومحلقة بأجنحة الخيال، يشارك في بنائها تأويل القارئ وتصوره، راجيةً أن تخلق المجموعة لدى المتلقي حالة الدهشة التي تثير في القارئ شهوة القراءة والمتابعة والبحث عن المزيد.

يذكر أن “الشوكان” المنحدرة من جزيرة تاروت، مُعلمة تربية فنية، شاركت في معارض فنية متعددة ضمن جماعة الفن التشكيلي بالقطيف وخارجها، وصدر لها ديوان “أُلوِّنُ صوتَ المجاز”، ولها ديوان شعري مخطوط، ومجموعة قصصية أخرى مخطوطة.




error: المحتوي محمي