الفنان علي السبع.. أيقونة الإنسانية

إهداء للفنان الإنسان علي السبع (أبي زهير)، لما تركه ولا يزال يتركه من الأثر الإنساني الرائع، بكلماته الجميلة، ومواقفه الأجمل، وحبه الشديد لأرضه ووطنه ومجتمعه.

**

إنسانُكَ المعروفُ عِطرًا هائمَا
لا زالَ يَنشُرُ في الدّيارِ مَكَارِما
قولٌ سديدٌ في لِسانِكَ عذبُهُ
نهرٌ يُداعِبُ في الرِّحَابِ نَسَائما
والنُّصحُ مِنكَ علَى القُلُوبِ مَسرَّةٌ
تُحيي النُّفوسَ فَضَائلاً ومغانِما
ومَواقِفُ الرَّجُلِ النَّبِيلِ مُروءَةٌ
يحوِي بها نحوَ الكمالِ عَظائما
يا أيّها (الفنَّانُ) أبدَعتَ الرُّؤى
ورُؤاكَ في ضَادِ الجَمَالِ قصائدُ
قدْ ألهَمَتْ ألوانُها رسْمَ المدَى
حيثُ المطامِحُ للنّجاحِ قَلائدُ
تَشدُو بِفنّكَ للدُّرُوبِ حمائمٌ
أمَلاً، ويحدُو الانتِصَارَ مُجَالِدُ
هِمَمٌ إلى قِمَمِ العلاءِ قرأتَها
والوعظُ مِنكَ إلَى الوُصولِ يجاهِدُ
وطَنِيّةُ القلبِ الرَّؤومِ علاقةٌ
فيها النّماءُ حقولُ حُبٍّ تُنشَرُ
الأخضرُ البَرَّاقُ يزهُو فرحةً
والشّعبُ في وطَنِ النَّوائلِ يزهُرُ
أيقونةٌ للودِّ أنتَ ومَعلَمٌ
تُزجِي الحُروفَ بما يلذُّ و يعمُرُ
وتمدُّ للجِيلِ الصُّعُودَ لمدرَجٍ
يَرقَى إلَيهِ، فَبِالتَّحضُّرِ يكبُرُ
إنّي أراكَ بِعَينِ حَرفٍ حَالمٍ
يصبُو إلى دُنيا الصَّفاءِ رنِينُهُ
واللحنُ يسكَرُ بالهَنَاءِ ويرتَوي
عَلَلاً، فنَبعُكَ في الغِناءِ مَعِينُهُ
لَيلاكَ في أفُقِ البَصيرةِ رسمُها
يحلو، وهذا في النُّهى “مجنونُهُ”
والشّعرُ يسمَرُ في فِنَائكَ راقِصًا
طَرِبًا يُجاذِبنا الهَوى مَوزونُهُ
أأبا زُهيرٍ، والزُّهُورُ أصبُّها
في قَالَبٍ يأتِي إلَيكَ مُنضَّدا
إنّيْ عقدْتُ بِسِلكِ حرفِيَ حُسنَهُ
وجُمانَةُ العِقدِ استطالَتْ كالصَّدى
عجَبًا لِهذا السّحرِ يصعَدُ للذُّرَى
ويُمسُّ رُوحًا تائهٌ فيها الشَّدا
فاهنأْ بِشخصِكَ في الحياةِ أُخُوَّةً،
صَرحًا يظلُّ معَ النَّجابةِ مُفردَا



error: المحتوي محمي