أُنزلت الشرائع السماوية بمختلف أديانها ومذاهبها على الرُسل متعاقبة تحمل قوانين مسنونة تنظم حياة الإنسان العبادية منها والاجتماعية من السابقة إلى اللاحقة دون تغيير إلا من بعض التعديلات غير الجوهرية حسب الحاجة حتى اكتملت مع آخر رسالة من أبرزها قانون “الزاوج” ما سمعنا أو قرأنا أن شريعة منها أباحت زواج المثلية أو مجتمع الميم كما يسمون؛ وهي تعني الاكتفاء من نفس الجنس، الذكر للذكر والأنثى للأنثى. وتعد هذه في الدول الإسلامية جناية يُعاقب عليها بالسجن وأكثر، ولا من المحارم الأخت والأم والخالة والعمة إطلاقاً من نشأة البشرية إلى يومنا هذا. مما يعني أن كل المنتمين إليها ملزمون بما جاء فيها دون تدخل واستثناء وتغيير وعلى الحاكم معاقبة مخالفها لأنها مدروسة وسابقة علينا ومن وحي خالقنا وأن تُحمى بالسلطة كما هي القوانين الوضعية مثل المرور والتجارة والتعليم والصحة وغيرها ويلزم التقيد بها وهو الأصل الذي علينا العمل به. أما أن يُسن قانون مخالف لها ويدعو الغير لتبنيه قهراً ويُعاقب مَن يمانعه أو يمنعه فأمر لا يقبله عقل وليس من حق أحد إجبار الآخر على تطبيقه.
ونتساءل أين موقع الديمقراطية من الإعراب هنا؟ كما يدعي أصحابها (قرات خبراً مفاده أن دولة إندونيسيا معارضة للمثلية ولن تسمح بالترويج لها) فكان الرد من أمريكا بالتهديد ودون تأخير أنها تأسف لهذا الإجراء وإذا لم تغير الحكومة موقفها فسوف تمنع عنها المساعدات وتسحب استثماراتها منها! عجباً! رضيتَ لنفسك أن تخالف وتمارس الرذيلة فمالك والآخرين بأي حاكمية تلزمهم؟ “أو كما هو حال وزراء دول عظمى وزيرة داخلية ووزير رياضة في حدث رياضي عالمي” مونديال قطر 2022 يتفاخران بحمل شعارها، (ربما من قائل أنت تخاطب ملحدين ينكرون الله تعالى وتعليماته وهذا لا يعنيهم). وأقول وإن كان هذا صحيحًا ولكن من وافقهم ويدعمهم ووضع قانوناً لحمايتهم ساسة وعلماء ورؤساء دول يعتنقون الديانة المسيحية كما يزعمون ومع ما حُرِّف فيها إلا أنهم لم يدّعوا أنها أجازتها إذاً هم مخالفون لمبادئهم بارتكاب هذه الأفعال!
من هنا أوجّه رسالة عامة ولأبناء مجتمعي خاصة المغتربين في أوروبا وأمريكا والدول المماثلة (للدراسة كانوا فيها أو المقيمين على أراضيها) بأن يحذروا من الانجراف وراء هذه الشعارات الزائفة الخداعة ومغرياتها الكاذبة فما نزل من السماء هو أحق أن يتبع ولو كان في دعوة هؤلاء خير وصلاح ما سبقوا إليه.
صانع الآلة أو السيارة بشر يعرف ما يصلحها من أنواع الزيوت والوقود وقطع غيار وخلافه فكيف بخالق البشر؟ أليس هو الأعلم من كل أحد بما يناسبهم؟ على الآباء والإخوان والأصدقاء والأقارب التواصل مع مَن يعنيهم ويعز عليهم هناك بالتنبيه من السير في هذا الخط أو الاقتراب منه لأن عواقبه وخيمة والتوجيه بالثبات على المبدأ القويم قبل وقوع المحظور فالرجوع عنه صعب مستحيل.
من يتخذ المثلية منهجاً كمن خلع ملابسه وبقى عارياً تتلاعب به الريح يميناً وشمالاً يرى نفسه يتمتع بالهواء الطلق النقي وما أسرع أن تقف الريح أو تغير مسارها لا يستطيع مقاومة وضعه المستجد وقد أصيب بأمراض عضال نفسية وعضوية لا يجد من يداويه منها أو لباساً يرتديه فقد كل شيء وأصبح الذكر منكوحاً. والأنثى حرمت نفسها حلاوة الأمومة ولن تعود إليها وإن بحثت عنها. فهل يرضى رجل غيور أو امراة ذات حنان بذلك؟ الحقيقة الجواب لا. لأن الحيوانات لا ترتضيها لنفسها فكيف بنا؟ حفظ الله بلادنا وبلدان المسلمين من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.