احتفى منتدى الكوثر الأدبي يوم الجمعة 15 جمادى الأولى 1444هـ، بالشيخ عبدالكريم آل زرع، الذي يعد أحد شعراء القطيف البارزين، وقد غذى الساحة الأدبية بنتاجه الرصين على مدى 40 عامًا.
وجاء الاحتفاء الذي أقيم بشراكة مجتمعية مع مجموعة من المنتديات الأهلية في المنطقة الشرقية؛ تزامنًا مع إصداره لديوانه “رفيف الولاء”.
وانعقدت الأمسية التي استمر الإعداد لها لمدة 4 أشهر متواصلة، في مسجد المصطفى بحي التركية بتاروت وسط حضور متنوع زاد على 300 من وجوه المجتمع، من الشعراء والخطباء والوجهاء ومحبي الشعر.
وأدار الحفل الإعلامي محمد الحمادي، مقدمًا بعض الشذرات من سيرة المحتفى به، وماقيل عنه شعرًا ونثرًا، وقد بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها القارئ محمد الفرج.
وقدم الشاعر رائد الجشي من رابطة تمائم الأدبية قراءة في ديوان آل زرع حملت عنوان “الأنا والحب في ديوان رفيف الولاء”، تطرق فيها إلى الذات الشعرية المرتبطة بالكيان.
وكانت للألحان فسحة حلقت فيها فرقة فجر الإسلام من الربيعية حيث أنشدت تائية الشيخ عبدالكريم في الإمام الحسين (ع):
كل بيت ليس فيه دمعة
لحسين فهو “بيت العنكبوت”
سيموت الكون طرًا كله
ذاك حتم وحسين لايموت
وشهد الحفل بعد ذلك مشاركة للشاعر محمد الماجد بقصيدته “ترجَّل”، حيث استثمر المناسبة صاعدًا بها إلى أفق جديد معرجًا على الشعر بأبعاده الإنسانية وتحولاته.
وفي 12 دقيقة، استعرض فيلم وثائقي سيرة المحتفى به من ولادته ودراسته الحوزية وخدمته للمواكب الولائية، كما قدمت في الفيلم عدة شهادات عن تجربته الأدبية من الشعراء؛ حسن الفرج وزكي السالم وفريد النمر وعلي مكي الشيخ ، وكذلك من الكاتب بدر الشبيب وسماحة الشيخ العلّامة نزار سنبل.
وصعد بعد ذلك إلى المنصة الشاعر جاسم الصحيح بقصيدته “أبانا الذي في الشعر”، واصفًا الشيخ آل زرع بشاعر الخط وأبي البحر الثاني.
وجاء في قصيدته التي قارب فيها حياة صاحب رفيف الولاء:
نهواك نهواك حتى نستحيل هوى
يروى كمتن حديث موثق السند
يكاد كل مريد بين أظهرنا
يصيح : لولاك لم أعثر على وتد
وشارك السيد هاشم الشخص من ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام بالقصيدة الثالثة في الحفل، تطرق فيها إلى العلاقة التي تربطه بالشيخ عبدالكريم:
فيا عبدالكريم فداك نفسي
وأفخر أن أكون لك الفداءا
وهل كالزرع في الهيجا هصور
وردء يبعث العزم المضاءا
فمن حرس العقيدة والولاءا
ومن رفع المشاعل واللواءا
ومن قاد الجموع إلى علاها
ومن أرسى القواعد والبناءا
وإني لم أجد كالخط شعبا
بآل المصطفى رفع اللواءا
وألقى الشيخ عبدالكريم آل زرع كلمة قصيرة مسجلة، شكر فيها القائمين على مبادرة التكريم داعيًا لإقامة مثل هذه الفعاليات احتفاء بالمنجز الأدبي.
وانسابت فقرة التكريم بمجموعة من الدروع التذكارية والهدايا للشاعر المكرم آل زرع تسلمها اثنان من أبنائه من منتدى الكوثر قدمها رئيسه المهندس حسن المرهون، وتتالت التكريمات من الشيخ علي الفرج عن بيت الحكمة الثقافي بالقديح، والشاعر أحمد اللويم عن ملتقى ابن المقرب بالدمام، والشاعر ناجي الحرز عن منتدى الينابيع الهجرية بالأحساء، والشاعر سعود الفرج عن مجلسه الأدبي بالعوامية، والشاعر ياسر آل غريب عن جاوان بصفوى، ومن الشاعر محمد آل قرين عن تمائم الأدبية، ولم يقتصر التكريم على المؤسسات فقد امتد إلى أفراد المجتمع المهتمين بقيمة التشجيع كما فعل الدكتور محمد ابن الشيخ علي المرهون.