ترجمت أنامل ثلاث فنانات ناشئات ملامح التراث العريق الذي تحتضنه عين وقصر ديرة تاروت، ورسمن بعضًا من تفاصيل المكان في لوحات فنية استغرقن في تنفيذها ثلاث ساعات من الوقت، بألوان الأكريليك التي تحاكي ألوان تاروت التاريخية.
ورغم حداثة تجربة الفنانات؛ فاطمة الضامن، وحور آل لباد، وحميدة الصفار، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى مشاركتهن الاجتماعية إلا أنها أوجدت لهن متعة وأساسًا بمدى الانتماء لتاريخ عريق في وطنهن الغالي، وإضافة مميزة لانطلاق مسيرتهن الفنية كما أنها محاولة لتطوير مهارتهن على يد فنانين وفنانات لهم خبرات وتجارب فنية على المستوى المحلي والعالمي.
وانعكست ملامح التراث ليس على الرسومات فقط، بل على الألوان التي استخدمها الأطفال في مشاركتهم بتلوين الرسومات، التي تحاكي بيئة المنطقة، مثبتين أن الحس الفني متعدد الاتجاهات وإن اجتمعت بين لوحة وألوان.
جاء ذلك في مبادرة “بالفن والتراث نسمو” التي قادها الفنان عبدالعظيم الضامن، والتي تهدف إلى التعريف والحديث عن طبيعة ملامح المكان عبر رسمها بحس فني، وقد انطلقت يوم الجمعة 9 ديسمبر 2022م، في ديرة تاروت.
من جانبه، تحدث الفنان عبدالعظيم الضامن لـ«القطيف اليوم» عن المبادرة التي نفذها مرسم المحبة والسلام بالشراكة مع هيئة التراث بالمنطقة الشرقية، وبدأت انطلاقتها في قلعة تاروت كأولى المحطات على أن تستمر في الأسابيع القادمة في كل يوم جمعة بين قلعة تاروت، أو تغير مكانها بتنقلها بين الأماكن التراثية في محافظة القطيف.
وأوضح أن المبادرة نفّذتها فنانات ناشئات تعلمن الرسم ومشاركتهن جديدة مع مرسم المحبة والسلام ورغم ذلك فإنهن أثبتن إبداعهن مع وجود إرشادات منه ومن الفنانتين كفاح الدخيل وخلود البحراني.
ويطمح الضامن إلى زيادة المشاركين في المبادرة خلال الأسابيع القادمة، داعيًا الفنانين والفنانات ممن لديهم رغبة في تطوير الأماكن التراثية بمبادرات للمشاركة وأن يكونوا همزة وصل بين التراث والعالم للحديث عن تراثنا بألوان المكان الطبيعية، معتبرًا المبادرة تفتح نافذة لاحتضان أفكار الموهوبين.
وأفصح عن خطة المبادرة خلال أحد الأسابيع القادمة بتخصيص يوم للأطفال لتعريفهم بالأزياء الشعبية، وأنه ستكون هناك دعوة للمصورين الفوتوغرافيين لترجمة ذلك من خلال عدساتهم الفنية، مع ترجمة هذا الموروث بالرسم التشكيلي.