سيرة طالب (٣٨)

مجلس ونخبة

في بداية سفري إلى مدينة قم المقدسة، وبعد مرور شهر واحد تقريبًا من استقراري هناك، عرض عليَّ – مشكورًا – سماحة الشيخ *نزار آل سنبل* أن أسكن في بيته مؤقتًا، وذلك لسفر عائلته، كما أنّي كنت أيضًا بمفردي في تلك الفترة.

فسكنت معه شهرًا وربما أقلّ. وقد اقترح عليَّ في تلك الفترة القصيرة أن يدرسني جزءًا من كتاب القواعد الفقهية  للبجنوردي، فوافقت وشكرته على لطفه عنايته بي، وفعلًا درسني فترة يسيرة.

الأستاذ القدير
وعلى هذا يكون سماحة الشيخ نزار أحد أساتذتي القديرين، وكذلك في فترة وجودي في النجف الأشرف، كان سماحة الشيخ يشار له بين أقرانه بتميّزه العلمي وكان عمره في العشرينيات، ولد في قرية (الجش) سنة 1385 هجري، وأيضًا هو شاعر مجيد.
ومن كتبه المطبوعة:
١- الحسين (ع) بين الولادة والشهادة، في روايات الذهبي والهيثمي.
٢- المغني في الأصول، تقريرًا لأبحاث الشيخ الوحيد الخراساني (حفظه الله)، ٣ أجزاء.
٣- أهل البيت عليهم السلام، في الشعر القطيفي المعاصر.
٤- وارثة خديجة، أم سلمة أم المؤمنين: حياتها، مواقفها، أحاديثها.
وغيرها ما بين مخطوط ومطبوع.

أول مشاركة في قم
كما أنّ للشيخ في مدينة قم مجلسًا عامرًا يحتفي فيه بأفراح وأتراح أهل البيت عليهم السلام، وأتذكر أنّي شاركت فيه بقصيدة عن ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، وكانت هذه أول مشاركة لي في مدينة قم، وكان المشاركون نخبة مميزة هم (الشيخ محسن المعلم، الشيخ أبراهيم النصيراوي، السيد منير الخباز، الشيخ قاسم القاسم، الشيخ نزار سنبل، جواد جميل، فرات الأسدي).
وكانت القصيدة التي أنشدتها بعنوان (حكايات من لغة الدم)، ومن أبياتها:

أَطْفِئِ اللَّيْلَ كَمْ أَضَأْتَ انْتِصَارَا
كَمْ تَمَشَّيْتَ فِي الْمَدَى إِعْصَارَا

وَفَتَحْتَ السَّمَاءَ قُرْآنَ هَدْيٍ
فَتَلَوْتَ الشُّمُوسَ وَالأَقْمَـارَا

وَتَفَجَّرْتَ أَلْفَ أَحْمَدَ أَهْدَى
لِلْبُطُولَاتِ حَيْدَرًا كَرَّارَا

وَنَسَخْتَ الْحَيَاةَ إِلَّا حَيَاةً
صَاغَهَا اللهُ ثُلَّةً أَطْهَارَا

فَتَلَقَّتْكَ أَذْرُعُ الْمَجْدِ حُبًّا
وَبِجَفْنِ الْعُلَا رَكَزْتَ الشِّعَارَا

وكان هذا الاحتفاء احتفاءً رفيع المستوى، وقد نشر سماحة الشيخ نزار المشاركات فيه في كتيّب تحت عنوان (وهج القصيد)، وقد كان مكتوبا عليه: ملتقى القطيف الأدبي.

احتفاء بجمال الدين
وأتذكر لما زار السيد مصطفى جمال الدين الشاعر المعروف، مدينة قم، وأقام في منزل أحد مريديه، وكنّا مع مجموعة من المشايخ والشعراء في مجلسه، دعا سماحة الشيخ نزار أن تنقل الجلسة إلى مجلسه العامر، ولما انتقلنا كانت جلسة أدبية راقية لا تنسى، ثم بعد ذلك أخذنا صورة تذكارية تعتبر اليوم صورة وثائقية، سأرفقها في ذيل هذا المقال.

في الحلقة القادمة سوف أتكلم بتفصيل أكثر حول زيارة  السيد مصطفى جمال الدين إلى مدينة قم المقدسة.




error: المحتوي محمي