أترحل عن يتامى العمر
أترحلُ كيف تتركنا، وتيه الدربِ يحضننا!!
أترحلُ عن يتامى العمرِ والأحزانِ تسكننا
أبي.. يا موطنَ الذكرى.. أضعنا بعدك الوطنا
أبي هذي جراح الروح ضاقت بين أضلعنا
أترحلُ.. والرحيل فمٌ، يرتل ذكره محنا
بكتكَ دموعنا الخرسا وصلّت في محاجرنا
أيا تسبيحةَ الأنفاسِ كنتَ لعاشقيكَ مُنى
وكنتَ العمرَ تبدعه، صهيلًا يطربُ الزمنا
وموالًا على أصدقائه نستعذبُ الشجنا
وكنت الليلَ تسرجُهُ، أكاليلًا يضئْنَ لنا
فكيف امتصنا وجعٌ، بكلّ أمانينا ظعنا!!
فهجركَ لوّن المزمار آها، ظلّ مرتهنا
لماذا قد رحلت أبي!!
أهل..
كي أستفيقَ “أنا”!!
حفيدك الصغير
11/3/1221هج
ورقة مبللة بالحزن.. وذاكرة الفقد..
ممهورة بحكايا الأجداد..
هذه الورقة تعيد لي رحيل جدي أبي مكي
أحد رجالات التوبي
توفي في16/9/1420هج
.. ولن أتحدث كثيرا حول الترجمة.. ولا عن بيان جوانب الشخصية..
رغم حميمية العلاقة بين حفيد بجده القريب..
ولكني سأشير فقط لخصيصة أخلاقية وسلوكية تنبئ عن مدى سماحة وكرم أهل هذه الأرض العريقة..
وعمق الترابط الاجتماعي بين الأهالي وكأن القرية أسرة واحدة..
عشت هذه الخصلة وشاهدتها بأم عيني
كان جدي يفتح مجلسه الخاص لكل الناس
وما يميزه عن غيره..
كان يضع َوجبة الغذاء والعشاء ويترك باب المجلس مفتوحا..
يتعمد ذلك.. لعل أي ضيف يمر فيشاركنا في تناول المائدة
وهذه الخصيصة لاتوجد إلا لدى القليل من الوجهاء. وأصحاب الأرواح اللطيفة.
فرحمك الله أيها الجد المبارك.. وأنت تغرس فينا سجايا الحب والسماحة والكرم.
تقبل من حفيدك آيات الدعاء لروحك
وحشرك مع محمد وآله الطاهرين
صلوات الله عليهم أجمعين