تنوير: السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم.. تعتبر التحيّة التي علّمنا إياها الدين الإسلاميّ الحنيف من أجمل المعاني السامية والمميّزة الحاملة لدلالات عميقة، كلّما بحث عنها الباحث وجد فيها شيئاً رائعاً يرتبط بنوع من أنواع العلوم المختلفة التي تَدرسُ حال الإنسان وتدور مداره.

وعندنا رويات كثيرة تؤكّد على إفشاء السلام من الصغير والكبير، وعلى الصغير والكبير، ومن أمثلة الحثّ -غير الصريح- عليها هو ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: «إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ اَلْمَغْفِرَةِ بَذْلَ اَلسَّلاَمِ وَحُسْنَ اَلْكَلاَمِ» [1].

ولبيان عظيم ثواب المبادرة للتحيّة والتحلّي بهذه الصفة الرائعة الجميلة يعجبني أن أنقل لكم هذه الرواية اللطيفة لنستلهم منها ما يؤكّد لنا ذلك؛ فقد ورد عن إمامنا أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «إنّ مَلَكاً من الملائكة مرَّ برجل قائم على باب دار؛ فقال له المَلَك: يا عبد الله، ما وقوفك على باب هذه الدار؟

قال: فقال له: أخٌ لي فيها، أردت أن أُسلّم عليه.

فقال له المَلَك: هل بينك وبينه رحم ماسة أو هل ترغبك إليه حاجة؟

قال: فقال: لا بيني وبينه قرابة ولا يُرغّبني إليه حاجة؛ إلا أخوّة الإسلام وحرمته، فإنّما أتعهده أُسلّم عليه في الله ربّ العالمين.

فقال له الملك: إنّي رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول: إنّما إيّاي أردت وتعاهدت، وقد أوجبت لك الجنّة، وأعفيتك من غضبي وأجرتك من النار»[2].

ولابدَّ لنا من تنبيهٍ قبل الختام، عبر نقل عبارة واردة في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول: سلّمت فلم يردّوا عليّ ولعله يكون قد سلّم ولم يسمعهم؛ فإذا ردَّ أحدكم فليجهر بردّه ولا يقول المسلم: سلّمت فلم يردوا عليّ» [3].

والحمد لله ربّ العالمين.

 


‌[1] بحار الأنوار: 73 / 11.
‌[2] ثواب الأعمال: 171.
‌[3] الكافي: 2/ 645.



error: المحتوي محمي