أنت صديقي الإلكتروني، لماذا لا نحتضن بعضنا بعيدًا عن الضوضائيين ممن يعكرون جونا، وأضحوكتنا، ونلعب دورًا مهمًا في صداقتنا؟!
من هذا المنطلق أيها القارئ ندرك إدراكًا واعيًا أننا أمام تحديات من خلال الأجهزة الإلكترونية، والعالم الافتراضي، والذي لا يتماشى مع قيمنا في زاوية منه، ليجذر في أبنائنا، الذين هم الأساس، المرآة، سفراء المستقبل، وصُنّاعه.
لقد تخرجنا في مدراس آبائنا، جيراننا الأكثر حرصًا علينا، كأنهم العم أو الخال الذي لا ينام حتى يرانا نائمين، ولا يأكل حتى يرانا نأكل أمامه، وبالفطرة التي انطلقنا بها نحو مجتمع صحي، احتضننا بشغف، وبإصرار، وبتمكن بارز حتى أصبحت تربيته عميقة، وقيمه ظاهرة، ومبادئه ثابتة، واستدامته مستمرة، ترتقي أرواحنا بالقيم الإسلامية، والتربية الصالحة، والثقافة الأنيقة المحتوى، وبعدها اضطررنا لنربي أنفسنا، ونثبت قيمنا، ونرسخ عاداتنا في حياتنا.
واتجهنا اتجاها مبهرًا، لنقول عنهم “جيل الطيبين” واتجه آخرون إلى انحناءات، محبطة، ليصفوه بجيل القسوة والعصبية المميتة، وهل حقًا هم جيل القسوة؟! كيف وهم طيبون إذًا! أضاءوا ذواتنا وعقولنها بالقيم السمحاء، بعثوا في القلب الحياة، لنتعامل مع ذواتنا، والآخرين بكل الحب، والطيبة العبقة، لنعيش بصفاء الفطرة.
قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: “كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاء”.
لدينا طاقات من حولنا، لذا ثمة أهمية كبرى في غرس الثقافة لدى الأولاد من خلال الأبوين، وتأتي هذه الأهمية في بعض منها أن الأبناء يتأثرون بالوالدين بكل ما يكتنز في ذاتهما، وعقلهما، طريقة تعاملهما مع الأشياء، لأنهما القدوة بالنسبة لهم، يأخذون مأخذهما، ويمشون على دربهما، فاحتضنا طفلكما قبل احتضان العالم الإلكتروني له، حتى لا يقزم بدوركم، كلنا مسؤول.
من المؤسف حقًا أن يجد الأبناء أهدافهم وميولهم في الألعاب الإلكترونية، لتكون حضنه الدافئ، والثقافة التي يستقيها، والتربية التي ينمو تحت تأثيرها، ليخسر كل يوم من دقائق عمره ما لا يعوّض، بعيدًا عن حضنكما، وتأثيركما.
تمضي الأيام، ونلمس ما يخلفه هذا الفضاء الإلكتروني من طمس القيم والمبادئ، والظهور السيئ لمستقبله، في حين ينبغي أن يهتم به، ومنحه المتابعة والتوجيه، لنصنع جيلًا يكون صالحًا، جيلًا متعلمًا، يتسم بالفضيلة، ليخدم دينه، ومجتمعه، ويكون عنصرًا فاعلًا في خدمة وطنه في مختلف الألوان.
ختامًا: احتضن من تحب بكلمات حسنة، ونظرات رحيمة، وعطاء غير مردود، وابتسامة صادقة، لتتجلى فيه تلك الفضيلة، والقرب الإلهي، والأُنس المريح.