يصعب كثيراً على النفس تصديق أن كل تلك اللحظات الجميلة
والأيام الرائعة صارت مجرد ذكرى ورحلت إلى غير عودة، غالباً ما تبقى هناك آمال بعودة المياه إلى مجاريها إلا أنه يجب عليك ألا تعيش في ظل هذه الوساوس والأوهام فترة طويلة كي تتمكن من تجاوز هذه الأزمة.
تجد فكرة تقبل الأمر الواقع مكاناً لها في تفكيرك وتشعرك بأنه آن الأوان لطي هذه الصفحة بحسناتها وسيئاتها تتقبل بكل أريحية حزنك والألم اللذين سيظلان يرافقانك لبعض الوقت إذا كان الحزن والألم سيد هذه المرحلة، مهما طال أمدها.
وهذا لا يعني الهروب وإنما يسمى مواجهة الواقع وتقبله حتى تستمر الحياة وتستطيع هزيمة المواقف الصعبة حتى لو استنفذت كامل قواك، فحتماً بالإصرار والإرادة ستصل للنصر والغلبة.
قف عزيزاً قوياً شامخاً، لا تكسرك خيبة ولا يحطمك موقف، قف كما يليق لك، وقوفاً يتعلم الكون من إرادته.
ففي معركة الإرادة يَحقُ لكَ القِتالَ مَرةً أُخرى لو فَشلت، الفَشلُ هُنا غالباً ما يَكون نَتيجتهُ مُحتملة، أو جُزءاً أساسيًا من المعركة، لكن لا بَأسَ بِقتالٍ جَديد يَشملُ إستراتيجية النجاح، قَاتل حتى تَخرج من المَعركةِ مُنتصراً، خُذ جُرعةً مُكثّفة من الأمل، حتى تَستولي على كُلَ مَخاوفكَ، وتُخرجُ بِنَتيجة الانتصار، لا خَاويَ الوِفاض، حَتماً سَيكون الوقتَ عَصيبًا جداً لكن في هذه المرحلة يَتوجبُ عَليكَ اعتلاء قُدراتك وألا تجعلها على المحك، قَاوم وسَتنتصر، فالنهايات للشُجعان، احتفظ دائماً بأطواق نجاة تفيدك عند الغرق؛ ألا وهي العلم والمعرفة والخُلق الحسن.
وعليك أن تعلم: أن بين الفهم والوهم حرف، وبين الداء والدواء حرف، وأن حروف الألم هي نفسها حروف الأمل وعلينا القبول أولاً ثم نختار طريقنا حتى نكون مؤهلين لخوض معارك الحياة بحلوها ومُرّها، وهما طريقان لا ثالث لهما؛ إما حبّ أو حرب، وإما فهم سليم أو وهم سقيم، وإما دواء محيي أو داء مميت، علينا الاختيار!