ضجيج المشاعر والألوان وريشة أكثر من 35 فنانًا تزور معرض الهجرة بإثراء

ليلة حافلة بالفن والإحساس وأصوات من عبق التاريخ ونسيم الرسول الأكرم قضاها 35 فنانًا من جماعة الفن التشكيلي بالقطيف بين زوايا معرض الهجرة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي في زيارة أشرف على إعدادها وتنظيمها الفنانة التشكيلية سعاد وخيك وجولة ترأسها الدكتور كميل المصلي وازدانت بحضور أبرز فناني المنطقة؛ الفنان التشكيلي زمان جاسم.

هذا المعرض المتميز الذي استغرق العمل على تفاصيله قرابة الثلاث سنوات كان مبهرًا على جميع الأصعدة. كل خطوة مشاها الفنانون في محطات هذا العمل الضخم كانت اقتفاء للأثر الأسمى الذي خطاه الرسول في رحلة الهجرة الأصعب. كل محطة كانت تحمل صوتًا دافئًا قادمًا من بعيد من كل صخرة من كل ذرة رمل كان لها أسمى قدر أن يطأها خير البشر.

كان للفن بصمته الباهرة على جدران المعرض حيث كان لبعض الفنانين والمصورين لمساتهم الأخّاذة في التعبير عن بعض القصص والوقفات في قصة الهجرة المباركة. فبرزت المساحات الفنية مستوقفة أعين الزوار. زوايا تعريفية بآثار. مخطوطات ومقتنيات ثمينة كان لوقع طللها أناغيم تلتلت إلهام هذا الجمع الزائر من الفنانين وتحريك أقلامهم.

وسط الانبهار حينًا. والعيون التي اغرورقت في حكايا المصطفى حينًا آخر. كان للحنين حصة بين اكتظاظ المشاعر الذي تسربلت به الزوايا. خاصة حين انتهت الرحلة وسط القبة الخضراء التي خبأت داخلها عرضًا ثلاثي الأبعاد يحملك لتعيش لحظة روحانية داخل حرم النبي المقدس.

كل ذلك انهمر قصيدة وحي عانقت الأقلام والفرش على أوراق كانت مجهزة بالورشة الفنية التي أقيمت بعد جولة معرض الهجرة في أحد أركان إثراء فأتقن الفنانون شرح أبجديات مشاعرهم بالفن. منهم من رسم “القصواء” ناقة النبي. وآخر استلهم من كلمات “أم معبد” أفضل من وصف النبي. ولم يقو أحدهم أن ينفد من تأثير هيبة القبة الخضراء. ملامح الصحراء والنخيل كان لها كفل بين جنبات اللوحات أيضًا. ولاشك أن المخطوطات و”الحلية الشريفة” كانت جزءًا لا ينسى في ذاكرة الفنان تلك الليلة.

ليلة مميزة في تاريخ جماعة الفن التشكيلي بالقطيف في زيارته لمعرض عظيم وورشة مثمرة باركها نور محمد عليه الصلاة والسلام.


زينب آل محسن – فنانة وكاتبة



error: المحتوي محمي