وجوه لا تنسى.. السيد أحمد المادح «أبو الساده»

هناك شخصيات نتمنى أننا لم نفقدها أو نشتاق لإعادة شريط الذكريات الذي كنا فيه صغارًا معهم، أجل كانت عفويتنا لها لون من أجمل ألوان الحياة التي تمر بالإنسان بالذات إذا كانت طفولتنا متعلقة بأناس طيبين استحوذوا على إعجاب ومحبة الناس من حولهم بأعمالهم الطيبة.

“الطيب الودود، أبو الساده” هكذا أطلق عليه أهل القديح سلام الله عليهم، بالذات بعض الناس من أصحاب المهن والحرف اليدوية القديمة والباعة البسطاء، أجل وصفوه بالرجل المؤمن الذي يبتسم للكل ولا يوجد لديه أعداء وإن جار عليه أحدهم قابله بحسن الخلق رافعًا رايته البيضاء ليس لضعف منه ولكن لكره المشاكسة والعراك مسامح لا يحقد، عاش ومات بصمت دون ان يزعج أو يؤذي أحدًا.

السيد أحمد بن السيد علي بن السيد هاشم المادح ولد في القديح بتاريخ 1361/7/1هـ وتوفي رحمه الله في عام 1418هـ، من الوجوه المألوفة في بلده ذو ابتسامة ممزوجة بتواضع وخجل رباني يُلزم من يلقاه بالاحترام والتقدير، في طفولته سكن في نخيل ساحة القديح حتى استقر في منزله الحالي بحي السدرة، لم يدرس بل كان يحفظ وخير دليل حضوره المساجد والحسينيات والمآتم، امتهن البيع والشراء لفترة من الزمن قرابة الخمس سنوات ومن ثم التحق بشركة رحيمة للإنشاء والمقاولة وتدرج حتى عمل في شركة تراديكو المحدودة.

كرس نفسه لخدمة الصغير والكبير ودائمًا تراه حاضرًا في مساعدة كبار السن والعجزة رؤوفًا بهم وبالخصوص أهله وأقاربه وجيرانه يجود بوقته لخدمتهم والتمتع بقضاء حاجاتهم، وفي آخر حياته كان خادمًا قائمًا على مسجد الحريف والذي كان لفترة من الفترات مهجورًا وهو الذي أحياه وأعاد الروح إليه من جديد من صلاة جماعة وقراءة مناسبات أهل البيت عليهم السلام “وفيات ومواليد” وإقامة النذور.

هذا السيد التقي النقي يستحق الكثير من الثناء والدعاء والذكر الحسن ولكن كانت كتاباتي حاضرة هنا لعدم النسيان وإثبات حقيقة قد عشناها في طفولتنا وشبابنا وشاهدناها في تسامحه وطيبته ونبل صفاته، فأنى لنا بمثل أبي السيد حسين، فرحمه الله رحمة الأبرار وحشره الله مع أجداده السادة النجباء.




error: المحتوي محمي