في الحب قد نتذكر مواقف سعادة لا تعود، وفي الكره قد تبقى مواقف حقد لا تزول، فكيف نعيش ونستمتع باللحظة الحالية؟.
قد نعيش ساعات مع العائلة عادية أو روتينية لكنها مليئة بذكريات نتمنى رجوعها، لذا ها أنت اليوم، ويومك لن يعود فاستمتع بشكل كافٍ بتفاصيله الصغيرة، اضحك من قلبك واسمح للحياة بأن ترسم على وجهك تجاعيد سعادة فتملأ وجهك سماحةً ولطفًا.
واسمح لابتسامتك بأن تكون عميقةً وصوت ضحكاتك عالية، لا تضع يديك على فمك ولا تقيد الفرح أو الكلام الطيب، اشكر وامتن على صغائر الفرح وتأمل الأحداث والناس، واحمد ربك دائمًا، وفي لحظات الحزن الصعبة ابكِ من عمق الألم، اصرخ واجعل صوتك يدوي واسمع صداه، عبر بكل مفرداتك المتاحة وبكل إمكاناتك الموجودة وبكل أنواع التعبير المسموحة.
عش اللحظة كما يجب أن تعاش فإنها لن تعود، ليست كلمة للتحسر أبدًا، بل يجب ألا تعود لأنك لا بد من أن تكون هنا وليس في الماضي يجب أن تعيش الآن وليس المستقبل.
كمْ منا يقف في ذاكرته موقفًا من سنوات عالقًا، ويتمنى لو استطاع حينها أن يعبر وأن يقول أو يلوم أو أن يضع الحدود أو يعتذر بكل أريحية ويعانق ويبدأ بالسلام.
لو أنه سمح لنفسه بأن تكون حرة وتعيش لحظتها وأنهى الموضوع لأنه وبكل بساطة عندما نعيش اللحظة كما يجب سنغلق الملفات بشكل أفضل ولا ندعها عالقة وتمر السنوات والقضايا داخل نفوسنا قائمة من حقد وعدم مسامحة أو من حزن على فراق أو حب قديم باقٍ عالق أو ظلم أحدهم وكلام مسيء أو أحيانًا نحن من يجب أن نبادر ونعتذر ونطلب السماح، قم يا عزيزي وأغلق الملفات العالقة من الماضي واسمح بالرحيل نظف ذاكرتك سامح من قلبك رد الحقوق اعتذر واستمتع باللحظة وكن هنا والآن.
كلما عشت هنا واستمتعت كلما سمحت لمستقبلك بأن يكون أفضل تأمل بساطتك، إنك لا تعرف شيئًا غير الآن هو الواقع وهو الحقيقي وهو الواضح، أغلق الملفات العالقة نظف المواقف لتعيش اللحظة فالحضور لا يعني أن تصمت أفكارك لا بل فكر واستخدم كل حواسك لكن كن هنا منتبهًا لكل تفاصيل الآن تستشعرها وتعيشها تمامًا ولا تنتظر أن تكون هناك في مكان آخر أو في زمان آخر سعادتك أو يكون شخص هناك عندما تلتقيه سينقذك أو ذاك الحلم أو ذاك الكنز لا أبدًا لا تنتظر غدًا لا ترهق نفسك وتحمل هم المستقبل اسعَ الآن لكن لا تتعلق بنتائج الغد ولا تتخيل أبدًا أنّ سعادتك هي عندما تصل لذاك الهدف بل استمتع في رحلتك أثناء السعي للوصول، كن حرًا تمامًا وستشعر بالخفة في روحك، كن حرًا طليقًا في سماء الآن.