
من أنجع وسائل التعارف بين النّاس الزواج؛ فإذا فكرتَ أن تناسب وتصاهر، فكما يقول المثل: “البَس الثوبَ الذي يناسبك”.
جرت العادة أن يسأل الجاهلُ بأحوالِ النّاس غيره “العارف” عمن يريد مصاهرته. الحمد لله “أغلب” من يُسأل يجيب بكل أمانة. مع ذلك أحيانًا يأتيك الجواب أن العائلة طيّبة -أو أنت تعاند- ثم تكتشف أنك في ورطة وكارثة بحجم السماء! حقل أشواك أو ألغام، تحاول الخروج منه لكن: الآنَ إذ علقت مخالبنا بهِ * يرجو النجاةَ ولاتَ حينَ مناص!
الخروج من العلاقاتِ الزوجيّة -العاطلة- أصعب من الدخول فيها! اسأل ألفَ مرّة، ولا تقنع بسؤال الإيجابيين الحذرين الذين همهم الجمع بين رأسين في الحلال! يقولون: اللهم لا نعلم من ظاهرهِ إلا خيرًا، عائلته من أجود العوائل وأنبلها، وهم لا يعرفون أنه عاطل ليس فيه ما يزيّنه ويحلّيه.
“يا بخت من وفق بين رأسين بالحلال”! لا تحاول أن تسعد أحدًا بإعطائه إجابةً ناقصة عن شخص لا تعرفه، خشية أن تفوت الفرصة! إذا أعطيتَ إجابةً في غير محلها، ثم تورط من سألك، ذكرًا أم أنثى، في علاقةٍ فاشلة ونتج عن العلاقة أولاد وبنات، فأنت بهذا أسهمتَ في تدمير مستقبلهم!
يقول الإمام علي (عليه السلام): “الصدق كمال النبل”، كم فتاة تورطت في زوجٍ تمنت أن لو بقيت عزباءَ طول عمرها لم تتزوج، لكن فات أوان الأسف؟! كم زوجٍ تورط مع زوجة تمنى أن لو كان بينه وبينها بعد المشرقين؟ لكن فات أوانُ الأسف؟!
أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا ذر فقال: يا أبا ذر: إذا سُألت عن علمٍ لا تعلمه فقل: “لا أعلمه تنج من تبعته، ولا تفتِ النَّاس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة”. عادي جدًّا أن تقول لا أعرفه أو لا أعرف العائلة، اسألوا غيري، أنتَ لست نسابة العرب ولا يُتوقع منك أن تعرف أنسابَ كل النّاس وأخلاقهم!
“إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبتِ السوء”. البيئة والعائلة تفعل فعلها في البنت: “تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدنَ أشباه إخوانهنّ وأخواتهن”، قبل أن تقول: على البركة، اسأل ثم اسأل ثم اسأل، وإذا سألت الناصح الأمين فخذ بنصيحته ولا تعاند!
تؤثر البيئةُ والعائلة في منشأ الشابّ أيضًا، غير أن ثقافة: “الرجل لا يعيبه شيء”، و “الرجل لا يعيبه إلا جيبه” تحكم في اختيار الشاب.
التفاتة: فتّش في وسائل التواصل والعالم الافتراضيّ، تجد الكثير من أسرار النّاس! أصدقائهم، عاداتهم، طرق تفكيرهم، متابعيهم، التزامهم الديني، وأكثر!