من أجمل نصائح الجدّات ووصاياهن: “كُل ما يعجبك والبس ما يُعجب الناس”.
في جلسةٍ مع أصدقاء، شكا بعضُهم من الأبناء: فيهم كيت وكيت، فقلنا لبعضنا: هل أولادنا -لا سمح الله- يتعاطون المخدرات؟ هل جلبوا لنا عارًا؟ هل سودوا سمعةَ العائلة؟ هل لديهم علاقاتٍ عاطلة؟ هل لا يصلّون؟ قالوا: لا! إذن، نحن بألف خير، ما دون ذلك هيّن! يقول رسول الله عن فترة الشباب: “الشباب شعبة من الجنون”. فترة فيها تظهر عفاريتُ الشهوة والتمرد، ثمّ سرعان ما تنقضي ويحلّ محلها شعبة العقل وملائكة التعقل.
البس ما يعجبك يعني: لا تشوه جمالَ جسمك بالوَشم، رُسُوم وخُطوط “tattoo” لا يعرف أحد ما هي! لا تعلق سلاسل من ذهب في جيدك مثل الصبايا، لا تضع أربطةً في معاصِمك، لا تطل شعر رأسك مثل النساء “ponytail”. وإذا مضَغت علكًا، فبهدوء، لا يسمعك من على بعد ميل، وأخيرًا السروال القصير “short” رائع جدًّا في البيت وفي ملاعب الرياضة!
يا عمّي يا سيدي، تغيرت الحياة، وصايا الجدّات لا تصلح! لا، لم يتغير الزمانُ ولم تتغير وصايا الجدّات! عندما تكبر وتتذكر هذه السلوكيات سوف تندم على أنكَ فعلتها. أشياء لا تراها في عملٍ رسمي أو مدرسة ولا يقبلها أغلب الناس، ما يدل على أنها ليست مستساغة!
عندما تبحث عن زوجة أو عمل أو تخالط الناس المحترفين “Professionals” هم أول من ينظرون إلى هيئتكَ الخارجية. النساء يرغبن في المظهرِ الحسن المتوازن والرجولة، وأماكن العمل يهمها الشكل الخارجيّ الرسمي المناسب للعمل! تقول: مظهري ليس من شأن الناس! إذن، تكون لقمةً يلوكها النّاس ومضغةً في أفواههم، وشاركتهم في الحطّ من قدرك، وربما تؤثر سلبًا على مستقبلك الوظيفيّ! المظهر الخارجي -في العادة- انعكاس للشخصيّة، والنظرة الأولى تبقى في الذاكرة.
في هذه الآونة، الآباء والأمهات يدعون الله أن تمر فترةُ شباب أولادهم وبناتهم وتنقضي بسلام! فترة يكون الشبّان فيها مثل أفراسٍ جامحة، تحتاج إلى فنّ وسياسة من أجل أن تسير. أظن أن أقصر الطرق إلى حل مشكلات -الأبناء والبنات- هو الطريق إلى الله “السلامة مع الاستقامة”. الاستقامة منبع البركات المعنويّة، والمسلك إلى زيادةِ الأرزاق والبركات الماديّة أيضًا {وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا}.
بعض النصائح فيها خلاصة وحكمة أجيال، نصائح دُفن من قالها في التراب وبقيت تحكي حكاياتِ الماضين، يلتقطها الشباب لكي ينظروا فيها ويستفيدوا منها.
