الفقر…

الفقرُ في الدُّنيا امتحانٌ واقِعٌ
فيهِ المُهيمِنُ للبريّةِ يختبِرْ

 

ليرى هُنالكَ عبدَهُ الثّاوي على
فقرٍ هُنالكَ هل يُطيقُ و يصطَبِرْ ؟

 

و لكَم نرى ذاكَ الكفورَ إذا التوى
في فقرِه و البُؤسِ جَاءَ لينتَحِرْ

 

و يرى الغنيَّ إذا حباهُ بأنعُمٍ
هل كانَ يبذُلُ للفقيرِ المُنكسِرْ ؟

 

مالاً يُبَلِّغُهُ الكفافَ بعَيشِهِ
أم أنَّهُ يُغضي و مِنْهُ يعتذِرْ ؟

 

الفقرُ أصعبُ حالةٍ يُرثى لها
فكأنَّهُ كسرٌ أبى أن ينجبِرْ

 

هَمٌّ و غمٌّ في الحياةِ و مأزِقٌ
ما زالَ صاحبُهم بوضعٍ مُنقعِرْ

 

الذُّلُّ يصحبُهُ إذا ما رامَ مِن
أحَدٍ مُساعدةً يهيمُ و يعتصِرْ

 

إن ردَّهُ ضاقت بِهِ الدُّنيا و إن
نالَ القليلَ فما بذلكَ يبتشِرْ

 

يا أغنياءُ تفقَّدوا أحوالَ مَن
قد باتَ في فقرٍ كمثلِ المُحتَضِرْ

 

و تعطَّفوا دَوماً عليهِ فإنَّهُ
لِمعونةٍ مِنكم غدا كالمنتظِرْ

 

جُودوا عليهِ بما لديكم عَلَّهُ
مِن جُودِكم يبقى بحالٍ مُستقِرْ

 

و عسى ترَونَ لَهُ انقلاباً مُفرِحاً
و تُضمِّدونَ لَهُ فؤاداً مُنفطِرْ

 

مَن كانَ مِن فُقرائنا ذا سِلعَةٍ
أو حِرفةٍ فلتدعموهُ بما يُسِرْ

 

و لترحَمُوا مَن كانَ في عِزٍّ و قد
ألقتْ بِهِ الأقدارُ للظّرفِ الوعِر

 

مَن جادَ بالإنفاقِ بُورِكَ سعيُهُ
و كفاهُ رَبِّي شرَّ سُوءٍ قد قُدِرْ

 

مَن كانَ فرَّجَ عن فقيرٍ كُربةً
فعليهِ رحماتُ الرَّحيمِ ستنهَمِرْ

 

مَن كانَ في عَونِ الفقيرِ أتى لَهُ
عَونُ المُهيمِنِ ذي الجلالِ المُقتدِرْ

 

وعَدَ الإلهُ المُنفقِينَ لأجلِهِ
جنّاتِ خُلدٍ في نعيمٍ مُستمِرْ

 

قد فازَ مَن أعطى و أنفقَ مالَهُ
لإغاثةِ المَلهوفِ في وضعِ عَسِرْ

 

مَن سَرَّ مُحتاجاً أتاهُ فذاكَ قد
سَرَّ الإلهَ و فِعلُهُ لم يندثِرْ

 

لا سيّما مَن كانَ يُعطي خفيةً
صدَقاتِهِ في ظِلِّ حالٍ مُستَتِرْ

 

و لكُم بزينِ العابدينَ و آلِهِ
ما فيهِ مُعتَبرٌ فهل مِن مُدَّكِرْ ؟ .



error: المحتوي محمي