من بحاري القطيف.. فاطمة وسارة آل حماد شقيقتان اجتمعتا بـ رابط اللوحة.. واختلفتا في التعبير عنها

شقيقتان تتشاركان الحس الفني، لكن لكل واحدة منهما نفس خاص في وضع روح ومعنى للوحاتها، لتنطق دون حروف وتعزف دون آلات موسيقية، ولينجذب لها الناظر ويغرق في التبحر فيها. وهذا ما جذب زائري معرض “تقاسيم” للوحتي الأختين والفنانتين التشكيليتين؛ فاطمة وسارة آل حماد، من بلدة البحاري.

ذكرى خالدة
قد نلتقط صورة لنحتفظ بذكرى فيها، وفي المقابل قد نرسم لوحة لنسجل أيضًا ذكرى بداخلها، وهذا ما فعلته الفنانة “فاطمة آل حماد” بلوحتها التي حملت اسم “ذكرى خالدة” والتي قالت عنها: “إن مُسمى اللوحة مُستلهم من أحاديث دارت في صُحبة معينة بأن (انس الماضي بما فيه وامضِ).

وتابعت: “فهناك تساؤل يدور في نفسي، هل من المُمكن أن ينسى الإنسان كُل ماضيه بما في ذلك ذكرياته الجميلة؟! فطبيعتنا كبشر مُعلقون بها، مستندون عليها لتمدنا بالطمأنينة لاستمرارية الحياة، وتُحيطنا بالراحة؛ لذا كان توجهي في هذه اللوحة أن يُحاكي الجزء الوردي المُضي بالقدم والتمسك بأفضل الذاكرة”.

ونوهت بأنه تم تجسيد العمل كشخصية ذات ملامح؛ لتسهيل إيصال الهدف والمعنى المحسوس للمتلقي بصورة مرئية.

وأشارت “فاطمة” إلى أنها استخدمت في اللوحة ألوان الإكريلك على الكانفاس، مستعينة بالتلاعب بكثافة اللون واستخدامه بين الشفافيات واللون الكثيف.

وعبرت عن شرفها واعتزازها الفعلي بالمشاركة في معرض “تقاسيم ” تحت مظلة وإشراف نخبة من أساتذة الفن، بما أتاح للمشاركين من الفنانين إبراز هويتهم دون حدود، وقالت: “الشكر موصول لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف بجميع جنودها على هذا الاحتضان الفني”.

إلهام قصيدة
يولد الأمل من رحم المعاناة واليأس، ويولد الفن من المشاعر التي تخضع لعمليات عديدة من الترجمة، وهي بالطبع لا تقتصر على الترجمة الحرفية أو من لغة إلى لغة أخرى، لكن هناك ترجمة للأحاسيس على هيئة قصائد، وربما تتم إعادة الترجمة لتكون على هيئة لوحة.

وهذا ما استخدمته الفنانة “سارة آل حماد” في لوحتها “بين اليأس والأمل” حيث جاءت لوحتها متأثرة بإلهام قصيدة لمحمود درويش والتي تنص على:
“يمشي على الغيم في أحلامه، ويرى
ما لا يرى. ويظن الغيم يابسة..
عالٍ هو الجبل

أعلى وأبعد. لا شيء يذكره
باللا مكان، فيمشي في هواجسه
يمشي.. ولا يصلُ

كأنه هو، أو إحدى صفات (أنا)
وقد تقاسمها الضدان بينهما:
اليأس والأملُ
كان الضباب كثيفًا في قصيدته
وكان يصعد من حلمي، فقلت له:
عالٍ هو الجبل”

وقالت “سارة”: “إن الإنسان يمر بطريق ربما وعر، طويل، حلمه لا يُرى على مسافة بعيدة بوجود هذا الأمل الناتج عن يأسه، وإن ذوبان المرء في يأسه ينتج عنه الشعور بالأمل ومن دموع يأسه تنمو أوراق الأمل”.

وعن لوحتها التي كانت تحمل البساطة والعمق معًا والتي غدت جاذبة للحضور وحاصدة للثناء برسمها، ذكرت “سارة” أنها استخدمت في الرسم خامة Aquarelle (مائي وقواش) على ورق، إضافة لاستخدام الحبر الأسود فيه.

ونوهت بأنها كانت في جماعة الكارتون التابعة لنادي الفنون منذ عام 2018م، وفي بداية سنة 2022م دخلت إلى جماعة الفن التشكيلي.

ووجهت كلمة لجماعة الفن بقولها: “أوجه جزيل الشكر والامتنان للقائمين على المعرض من كبار الفنانين والفنانات وأساتذة الفن، فلا يكفي الشكر على المجهود العظيم الذي بُذل، وكل الامتنان لكل من أثنى وأعطى كلمة تبني هذا الفن”.

الرابط لوحة
وذكرت “سارة” أن أساليبها في الرسم وتكنيكاته تختلف مع الخطوط وحتى مع طريقة استخدام الخامة عن شقيقتها “فاطمة” التي تكبرها، لكنهما يشتركان في طريقة إيصال الشعور والرسالة عن طريق لوحة، فهو كما يكون لشخصين يعبّران عن موضوع واحد لكن باختيار كلمات وأساليب مختلفة.




error: المحتوي محمي