كشفت جولة توثيقية على أطلال بعض المنازل الأثرية في محافظة القطيف عن روعة وجمال العمارة الإسلامية في المحافظة والتي تحولت لأثر بعد عين تصارع عوادي الزمن لتحكي تاريخ حقبة من الزمان.
وبعد أن صارع التراث المعماري في منطقة القطيف المراحل الزمنية التي مر بها محاولاً البقاء ثابتاً رغم كل الظروف التي أحاطت به حتى بات شيئاً يشبه الكائنات المنقرضة، وما تبقى منه سوى أطلال أو بقايا تشبهها، برز فريقٌ توثيقي يهتم برصد المنازل الأثرية والتي امتازت بفن العمارة القديم في مرحلة من المراحل الزمنية بمحافظة القطيف، ساعين للكشف عنه وتوثيقه من خلال صورٍ تلتقطها عدساتهم كمصدرٍ لأماكن قد تندثر تماماً فلا تحظى الأجيال القادمة بالتمتع بجمالها.
ويتكون الفريق من ثلاثة مهتمين، وهم: إسماعيل هجلس، وائل الجشي، وأمين آل سماح، وقد بدأ أولى جولاته برحلة توثيقية إلى بيت الحاج محمد علي بن منصور الجشي في منطقة القلعة بالقطيف.
وعن رحلتهم الفوتوغرافية إلى منزل الجشي ذكر آل سماح لـ “القطيف اليوم” بأن جولتهم كان هدفها توثيقي بحكم أن الموقع أثري ويحكي تاريخاً للمنطقة، مشيراً إلى أنه يهوى هذا النوع من التوثيق، حتى أنه كلما صادف في طريقه موقعاً أثرياً لابد أن يلتقط له صوراً، كما أنه يهوى توثيق مراحل تشييد المباني العامة كالمساجد وغيرها بدءاً من أولى مراحله وحتى اكتماله.
وأضاف بأنه يأمل أن تكون هذه الجولة بداية لرحلات جديدة إلى مواقع أخرى يراها المجتمع ماضياً موجوداً أمام عينيه إلا أنه قد يكون مغيباً عن أجيال المستقبل.
أما هجلس فقد اختار أن يوثق ذلك الصرح المعماري بالحرف كما وثقها بالصورة، فقد قال في حديثه عن المكان:”تناغم وتمازج الأقواس، الرواق، الزخارف كل عنصر من هذه العناصر الجمالية، يعتبر من الفنون الهندسية الرائعة التي تستحق الوقوف عندها ودراستها دراسة علمية، ولايمكننا من ذلك إلا إذا استوعبنا جيداً قيمة الفن العربي الإسلامي، فنحن نشاهد ونرى جماليات هذه العمارة القديمة، ونحاول أن نستطنقها لكي نفهم هذا الطراز وهذا الفن المعماري، ونحاول من خلال نقل الصورة الحقيقية أن نقدم نماذج هندسية رائعة من بيوتاتنا القديمة القطيفية”.
وتابع:” أهم هذه النماذج الأقواس والزخارف مع تنوع أشكالها واختلاف أحجامها تجدها متناغمة في الفراغ القائم على التمازج ، محققةً التوازن بين العناصر الزخرفية المشبعة به كل مفردات وعناصر القوس، انطلاقاً من بوابة الفراغ التي تسمح للضوء والاتساع بالمرور، وصولاً عند أصغر زخرفة في المكان وهي الزخارف والنقوش البسيطة التي تملأ جوانب الأقواس والجدران الدالة على الفخامة والرقي، حتى تكتمل العناصر، وتكون وحدة واحدة”.