أن تحمل معنى ورسالة ذات قيمة، فهذا شيء يدعو للتحليق فيه بحرية، فكيف إذا كنت تستخدم الفن لتتناول قيمة الحرية ذاتها؟
هذا ما دعى الفنانة التشكيلية “نرجس الماجد” للتحليق بحرية في عالم الفن وتكوين بصمة لافتة مع لوحتها التي حملت عنوان “تاج الحرية”، والتي شاركت بها في معرض “تقاسيم”، الذي أقيم بصالة علوي الخباز بالقطيف، واختتم يوم الأربعاء 22 ربيع الآخر 1444هـ، بمشاركة 80 فنانًا وفنانة من جماعة الفن التشكيلي بالقطيف.
حرية
وتحدثت “الماجد” عن لوحتها التي استخدمت فيها ألوان الإكرليك على الكانفاس وكانت بمقاس 100*100سم، حيث قالت: “العمل يتحدث عن الحرية بصفة عامة والتحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه، سواء كانت قيودًا مادية أو قيودًا معنوية، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما”.
وذكرت أنها عبرت عنها بجناح؛ إذ هو أقوى جزء في جسم الطائر وبدونه لا يستطيع الطيران والتحليق في أعالي الفضاء.
وتابعت: “إنها دون أدنى شك قيمة رائعة من أجمل القيم الإنسانية وأغلاها، فيها السمو والرفعة والسيادة وتساوي الإنسانية وتضاهي الكرامة وتمنح الحياة معناها ومغزاها، لذا وضعت تاج الذهب على الجناح، فمن يحصل على حريته يكون بمثابة الملك، والحرية هي سر الإبداع لديه”.
وأضافت: “فالإنسان لا يمكن أن يكون مبدعًا وخلاقًا إن لم يكن حرًا، فالحرية تؤمّن فضاءً مناسبًا للإبداع والابتكار وتشكل منطلقًا للتغيير”.
وبينت “الماجد” أن الحرية هي أسمى هدف يسعى إليه الإنسان طوال حياته، فحتى الطفل يسعى للحصول على حريته في قوانين الأسرة، وهكذا ينمو الإنسان وهو في صراع دائم مع القيود المفروضة عليه.
جناح امرأة
وأوضحت “الماجد” سبب وجود هيئة لامرأة ذات جناح في لوحتها، حيث كانت تعني بها حرية المرأة التي اكتسبتها بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- حيث حفظ كرامة المرأة ومنحها كامل الحرية في جميع المجالات.
فلسفة ألوان
وقد لونت “الماجد” العمل باللون الرمادي بدرجاته والأبيض والأسود والذهبي، الرمادي القاتم يتصل ببعض من قوة وغموض الأسود، وهو لون متطور يفتقر إلى سلبية اللون الأسود، كما يمكن أن يحمل الرمادي الفاتح بعض سمات اللون الأبيض.
وأضافت: “ومن منظور علم نفس الألوان، يمثل اللون الرمادي الحياد والتوازن وهو لون الحل الوسط وهو يكون بين الأبيض والأسود وهو لون جاذب للجمهور، واللون الذهبي من الألوان الأكثر دلالة على الفخامة والرفاهيَّة، وهو يُكسب أي تصميم روعته، ويمنحه الإشراق الذي لا يمكن مقاومته”.
أول مشاركة
وذكرت “الماجد” أن العمل استغرق منها شهرًا كاملًا، وأن هذه تعد أول مشاركة لها مع جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، وعبرت عن سعادتها بمعرض “تقاسيم”وذكرت أنه يفوق الروعة والإبداع؛ حيث نجد في كل لوحة مشاعر تتدفق من خلال ألوانها وتقسيماتها فهو جميل من جميع النواحي، من العرض والحضور والشخصيات التى حضرت المعرض ومن البرامج المقدمة خلال فترة المعرض.
ووجهت كلمة بقولها: “شكرًا من القلب إلى كل شخصية قامت وتعبت لأجل إظهار هذا المعرض بهذا الجمال، شكرًا لكل المنظمين والقائمين على المعرض، فقد كان معرضًا حافلًا بالأعمال الجميلة والتنظيم الرائع للمعرض الذي أبهج قلبي وقلب كل من زاره”.
وعن مشاركاتها القادمة، ذكرت أنها مشاركة في معرض اللوحات الصغيرة لأتيليه فن، وتطمح في المشاركة مع جماعة الفن بالقطيف، وكذلك خارج القطيف في معارض قادمة إن شاء الله.
