تتنوع طرق تكريم ذكرى الناجحين وتخليدها، فقد يخلدهم كتاب يُكتب عنهم، أو تمثال يجسد صورتهم، أو قصيدة تترنم بلحنهم أو لوحة تنتقي ألوانهم، وهذا ما صنعته الفنانة التشكيلية ليلى عبد الحسين الزاير، في اللوحة التي شاركت بها في معرض “تقاسيم” في صالة علوي الخباز بالقطيف.
حيث خلدت “الزاير” صورة الحرفي الراحل الحاج سعيد العسيف المعروف من بلدة التوبي، بلوحة أخدت اسم “صانع السلال”، بيد أنها لم تستخدم أي نوع من الألوان، حيث تم عمل اللوحة بالورق الملون فقط لا غير وباستخدام فن “لف الورق” أو ما يسمى بـ(quilling paper) ربما لتحاكي حرفة يُلف فيه الخوص.
لوحة بلا ألوان ولا فرشاة
وفي حديثها عن لوحتها قالت الزاير: “في لوحتي “صانع السلال” لم أستخدم ألوانًا ولا فرشاة كما قد يتبادر إلى ذهن البعض، فهنا العمل مختلف تمامًا فلوحة “صانع السلال” منجزة بالورق الملون فقط لا غير، وهذا الفن يسمى بـ(quilling paper) حيث نعتمد على الورق بشكل أساسي ونستخدم إبرة اللف وبعض الأدوات الأخرى.
وذكرت أنها استغرقت في العمل قرابة شهر ونصف؛ حيث إن العمل في هذا النوع من الفنون ليس بالأمر السهل؛ فهو يتتطلب الكثير من الصبر والتأني.
صانع السلال
وتحدثت “الزاير” عن فكرة العمل؛ حيث كان تكريمًا للحرفيين من كبار السن ولكل صاحب حرفة قديمة ناضل وجاهد في سبيل الحفاظ عليها من الاندثار متحديًا الصعوبات والعراقيل وغيرها.
وتابعت: أما شخصية لوحتي فهي لأحد أبناء القطيف الحبيبة وهو الحاج سعيد العسيف من بلدة التوبي الذي توفي من شهور قليلة، وهو على حد علمي الوحيد الذي كان يصنع السلال حيث كان مخلصًا ومحبًا ومثابرًا، كما كان دائم المشاركة في المهرجانات التراثية، ولا تمر مناسبة إلا وتراه حاضرًا فيها، فأحببت أن أوثق هذه الحرفة القديمة بفن “لف الورق” أو بـ(quilling paper).
مشاركات
وشاركت “الزاير” بعدة مشاركات كانت أولاها في الرياض عام 1420هـ في جامعة الملك سعود، وفي المعرض السابع عشر لتشكيليات مرسم القطيف عام1424هـ، والمعرض الرابع لتشكيليات المنتدى الفني النسائي عام 1429هـ، والمعرض التاسع عشر لجماعة الفن التشكيلي (أساسي) عام 1443هـ.
وعبرت “الزاير” عن سعادتها بقبول لوحتها ومشاركتها في معرض تقاسيم وقالت: “وهنا أوجه رسالة شكر وامتنان لكامل أعضاء مجلس إدارة جماعة الفن التشكيلي، على جهودهم المبذولة في إنجاح المعرض السنوي العشرين”.