ها هو أخي حسن، يمضي ويطوي سنة طويلة كئيبة على رحيله، تاركًا جرحًا في قلبي الذي لم يستوعب غيابه الطويل الأجل.
ماذا عساي أن أقول لك في ذكرى سنويتك الأولى والتى لم تختفِ فيها ملامحك داخلي!! وبعمق حزني على رحيلك إلا أنني لا زلت أشعر بوجودك، بل أكاد أسمع صوتك الذي يؤكد لي، ويجدد بداخلي إحساسي الصادق بوجع غيابك! أيها الشقيق الأكبر منذ رحيلك وأنا أعيش وجع فقدك، وكنت أتمنى أن تسعفني قريحتي لأرثيك بعمق، وإن كانت كلماتي الرثائية تخجل من أن تنال وتحظى من غيابك وفقدك، وإن كنت أؤمن تمامًا بأن الدوام لله وحده.
نعم ماذا أقول فيك وعنك وقد كسر ظهري غيابك! مضت سنة على رحيلك يا أخي وستتلوها سنوات وسنوات، والوجع يعتصر قلبي وشريط الذكريات لن ينتهي ولن يبارح خيالي، ويداهمني صراع ما بين آهاتي وحزني عليك يا أخي، وصورتك الأخيرة عالقة في ذهني، وأنت راقد بصمتك الرهيب وبرداء الرحيل الأبيض، آه على هيبتك وشموخك بالرغم من اختفاء ملامح شخصيتك!! كنت حينها أبكي بصمت وليت دموعي تصرخ ولكن! ربما قد تسرب حزني وأنا متسائلة من يصبر قلبي على فراقك!! وهل هو حقًا آخر رثائي!!
وماذا بعد غير الحزن!!
الحزن يحتاج شهورًا ودهورًا لكى أعبر عن عمقه وصدقه، وأستمرئ ما يفعل بي على مهل، فالحزن هو أعظم ما يمر بي وأصعب ما أشعر به، وأغلى ما أقدمه لمن يستحقه من الراحلين أحبابي، هذا ما يحدث معي دومًا! حيث لا أرى لنفسي أي معنى من دون صدق مشاعري! منذ رحيلك يا أخي أشعر بأن في قلبي وجعًا ثقيلًا! أحاول جاهدة أن أطرده لأنعم بنبض متزن! ولكن خوفًا من عدم إنصافك سوف أستمر في حزني عليك يا أخي.
وأخيرًا، بعد مضي سنة على رحيلك سأعدها سنة استثنائية، سلبتني إياك ومنحتني بالرغم من الحزن الصبر والسكينة. رحمك الله يا أخي وسوف تبقى في قلبي دومًا.