أوضح الخبير المالي والاقتصادي د. ماهر آل سيف، أن إدارة المال مهمة لكل فرد، وهي تحقق لك أهدافًا ونجاحاتٍ كبيرة وتعينك في الأزمات، وذلك عندما تحدد أولوياتك وتخطط لها بالادخار، كما أن الإدارة الصحيحة تقيك الاحتياج للناس وقت الحاجة.
وبيّن “آل سيف” أن لكل مؤسسة نظامًا خاصًا لإدارة أموالها التي يتم التخطيط لها، كذلك بالنسبة للأسرة فلها إدارتها الخاصة في الإنفاق والاستهلاك، وحاجاتها تتوفر بحُسن الإدارة، مضيفًا أنّ القيادة تأتي أولًا، وبعدها الخطة الاقتصادية، ثم استغلال الموارد، وأخيرًا الصرف الدقيق.
واستشهد بقصة النبي يوسف عليه السلام قائلًا: “إنّ يوسف احتاط بما لديه من موارد للأزمة القادمة، ليكون مستعدًا لها من خلال خطته التي وضعها لادخار المحصول الزراعي لينقذ جماعته من القحط والجوع، والتي وصفها بالتخطيط الدقيق للمستقبل، فوضع القواعد الأساسية في الإدارة والاقتصاد والزراعة، وكانت الزراعة هدفه الأول لتكون النتيجة عيش السنوات العجاف بسلام دون حاجة”.
وركز “آل سيف” على أهمية تطبيق القاعدة الاقتصادية التي تنص على: وفرّ ثم اصرف، مشيدًا بتطبيق شركة أرامكو هذه القاعدة على موظفيها بحسب المبلغ المدّخر فور نزول الراتب للموظف، وإعطائه ما تبقى من الراتب، ليكون لدى الموظف مبلغ في خدمات التأمين بعد التقاعد.
وبيّن أنّ الأزمات الاقتصادية تؤثر على احتياجات الإنسان وتعيق إمكاناته، مستشهدًا بمثال الحرب على أوكرانيا، والتي أدت إلى قلة الفرص فارتفعت التكلفة للمواد الغِذائية، قائلًا: “لنكن حذرين لمثل هذه القضايا الاقتصادية التي تنهار بسببها الدول”.
وتطرق “آل سيف” في حديثه إلى العملات النقدية، موضحًا أنّها قد تتعرّض للهبوط والارتفاع، لذا فهو يرى أن الطريقة المضمونة للادخار هي التحوّط بالذهب؛ أي تحويل العملات النقدية إلى سبائك ذهبية، لأن الذهب أكثر ضمانًا من العملات النقدية، وكل الحكومات تؤيده وتثق به، وكذلك البنوك تشتريه كي تحتاط به وقت الأزمات، وهي ضد العملات الرقمية المجهولة مصادرها.
وشرح للمتدربين جدول التحوط في الميزانية الأسرية، والذي يحتوي على ثلاث ركائز؛ الأولى هي الكرامة المالية وهي ادخار مبلغ 5 آلاف ريال للطوارئ، والثانية كرامة الأسرة وهي الاحتفاظ بستة رواتب كمنقذ في حالة فقدان الوظيفة أو ما شابه، والثالثة كرامة المشيب لتأمين نفسه في حالة الكبر باقتطاع جزء بسيط من الراتب شهريًا، حيث يبدأ بـ1% في الشهر الأول، و2% في الشهر الثاني، إلى أن يصل إلى 12% في الشهر الأخير من السنة، ثم يعيد الكرة في السنة الثانية ويرتب مصروفاته على هذا الأساس.
واستشهد خلال اللقاء ببعض الآيات القرآنية التي تنهى الإنسان وتحذره من الإسراف والتبذير، لما لهما من تبعات سلبية خطيرة على المجتمع، قائلًا: “إنّ الإسراف يؤدي إلى ضياع المال وإلى الفقر، والإنسان مسؤول عن النعم التي بين يديه، فعندما يقول لنا القرآن شيئًا لا بد من أن نفعله فهو نهجٌ واضحٌ لصلاح الإنسان، وعندما لا تمتثل للقرآن فإنك ستخرج عن طاعة الله وحبه”.
واختتم “آل سيف” حديثه، مؤكدًا أن عدم التوازن في المال يؤدي إلى الندم والحسرة، وعلى كل فرد أن يدرك أهمية الادخار والتحوط؛ لما لهما من فائدة تعود على الأسرة، وتقيها الأزمات.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، والتي قدمها الدكتور ماهر آل سيف، أمس الثلاثاء 14 ربيع الآخر 1444هـ في قبو السادة للمناسبات.